من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
وُلد يتسحاق هيرتسوغ [الذي انتخبه الكنيست أمس ليكون الرئيس الـ11 لدولة إسرائيل] في تل أبيب سنة 1960 وتربى في عائلة ذات شأن. فوالده حاييم هيرتسوغ كان شخصية من عالم الجيش والقانون والأعمال والسياسة والدبلوماسية إلى أن تولى منصب الرئيس السادس لدولة إسرائيل سنة 1983. وكان مندوب إسرائيل الدائم في الأمم المتحدة، واشتهر عندما قام سنة 1975 بتمزيق قرار الجمعية العامة الذي ساوى بين الصهيونية والعنصرية. وحاييم هو شقيق يعقوب هيرتسوغ، الذي كان مديراً عاماً لديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية في فترة ولاية كل من ليفي أشكول وغولدا مئير. ووالد حاييم هو الحاخام الرئيسي الأشكنازي يتسحاق أيزيك هليفي هيرتسوغ، الذي سُمي رئيس الدولة المنتخب على اسمه.
ويتسحاق هيرتسوغ معروف بلقب "بوجي"، وقد منحته إياه والدته أورا، وهي ذات جذور بولندية، لكنها وُلدت في مصر، التي طُرد إليها والدها من "أرض إسرائيل" من جانب الحكم العثماني في إبان الحرب العالمية الأولى. وقالت أورا في أحد الأيام إن يتسحاق بدا مثل دمية عندما كان صغيراً وكانت تناديه "بوباليه جوجو" [بوباليه بالعبرية تعني دمية]، وبمرور الوقت أصبحت تناديه بوجي.
في سن الـ 12 عاماً أرسله والده للتعلم في مدرسة دينية بناءً على وعد قطعه لجده. وعن ذلك قال إنه تربى في بيت ليس دينياً، لكن في المدرسة توقعوا منه أن يكون متديناً، وهو ما أوجد بعض التناقض في حياته.
في سن الـ 15 عاماً انتقل يتسحاق مع والديه إلى نيويورك بعد أن تولى والده منصب المندوب الإسرائيلي في الأمم المتحدة. وعندما بلغ سن الخدمة العسكرية الإلزامية خدم في وحدة الاستخبارات 8200. وبعد انتهاء الخدمة العسكرية درس الحقوق في جامعة تل أبيب وعمل في مكتب محاماة كان والده أحد مؤسسيه.
في سنة 1985 انضم إلى حزب العمل. وفي سنة 1999 عُيّن في منصب سكرتير الحكومة التي كان يترأسها إيهود باراك. في تلك الفترة حامت حول هيرتسوغ شبهات بشأن تورطه فيما عُرف باسم "قضية جمعيات باراك"، التي اتُّهم الضالعون فيها بتجنيد أموال غير مشروعة لمصلحة باراك. وجرى التحقيق معه، لكنه التزم الصمت وأُغلق الملف ضده. كما خضع هيرتسوغ للتحقيق سنة 2016 بشبهة الحصول على تبرعات محظورة وعدم تقديم تقارير عنها. لكن هنا أيضاً أُغلق الملف ضده.
انتُخب هيرتسوغ عضواً في الكنيست سنة 2003 على لائحة حزب العمل. وبين السنوات 2005- 2011 شغل مناصب وزارية عديدة في حكومات كل من أريئيل شارون، وإيهود أولمرت، وبنيامين نتنياهو. وفي سنة 2013 انتُخب رئيساً لحزب العمل وتغلب على منافسته شيلي يحيموفيتش.
وعلى أعتاب انتخابات الكنيست الـ20 سنة 2015 أقام مع حزب "الحركة" بزعامة تسيبي ليفني تحالف "المعسكر الصهيوني". فحصل التحالف على 24 مقعداً وكان الكتلة الثانية بعد الليكود، وأصبح زعيماً للمعارضة. وفي سنة 2017 انتُخب آفي غباي رئيساً لحزب العمل بدلاً منه، ومنذ سنة 2018 يتولى هيرتسوغ منصب رئيس الوكالة اليهودية.
يُنظَر إلى هيرتسوغ في إسرائيل عموماً على أنه شخصية رخوة. وذات مرة قال بهذا الصدد: "يقولون لي إنني مناسب أكثر لأكون رئيس حكومة في الدنمارك لأنه في إسرائيل يجب أن تكون قاتلاً مع جماجم عربية على حزامك."
الآن، بعد انتخاب هيرتسوغ رئيساً للدولة يبدأ فصل مهم في حياته. وكما حدث مع شمعون بيرس في الماضي، يمكن أن يحوله هذا الفصل من سياسي كان موضع سخرية إلى زعيم جماهيري يترك بصماته على مرحلة تتسم بتصدّع اجتماعي غير مسبوق.