إطلاق الصواريخ الأربعة من لبنان لا يمكن أن يتم من دون الحصول على ضوء أخضر من حزب الله
تاريخ المقال
المصدر
- الجيش الإسرائيلي يحارب هذه الأيام في المنطقة الجنوبية، لكن الأنظار تتجه في الوقت عينه نحو الشمال، فضلاً عن أن الضغط الأميركي وصل أبكر مما كان عليه في عمليات عسكرية إسرائيلية سابقة.
- وعلى خلفية الحديث عن وقف إطلاق النار، من المتوقع أن تكون الساعات القريبة المقبلة متوترة وعنيفة على نحو خاص، الأمر الذي من شأنه أن يتسبب بتأجيل التهدئة عدة أيام قتالية على الأقل.
- يمكن القول إن تتابُع الأحداث في الشمال لم يكن من قبيل الصدفة. ولا شك في أن 3 حوادث إطلاق صواريخ من لبنان، ومحاولة القيام بعملية مسلحة في منطقة السياج الحدودي، ومحاولة تسلل طائرة مسيّرة من دون طيار في مثلث الحدود بين إسرائيل والأردن وسورية، هي أحداث متراكمة مثيرة للقلق. صحيح أنه خلال عملية "الجرف الصامد" العسكرية ضد قطاع غزة [2014] أُطلقت صواريخ من لبنان، لكن منذ حرب لبنان الثانية [2006] لم تُطلَق صواريخ في اتجاه حيفا ومنطقتها.
- تشير التقديرات السائدة في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية إلى أن تنظيماً فلسطينياً مارقاً هو مَن يقف وراء إطلاق الصواريخ من لبنان، لكن مثل هذا الإطلاق الطويل المدى لا يمكن أن يتم من دون أن يحصل الواقفون وراءه على ضوء أخضر من حزب الله على الأقل.
- يمكن الافتراض أن التصعيد في الشمال غير مطروح على جدول الأعمال، لكن ما زال هناك في الجانب الآخر مَن هو معني بأن تكون إسرائيل ماثلة أمام معضلة، وأن تأخذ في الاعتبار إمكان قيام إيران وحزب الله بالتدخل.
- إن الوقت الحالي هو وقت الكلام عن وقف إطلاق النار. وبالاستناد إلى ما يحدث عادة في مثل هذه الأوضاع، يمكن ألّا يتحقق وقف إطلاق النار إلّا بعد عدة أيام، كما كانت عليه الحال في إبان عملية "الجرف الصامد". في الوقت عينه يجب على المسؤولين في القدس أن يكونوا قلقين للغاية من العلنية التي قرر الرئيس الأميركي جو بايدن أن يضفيها على قراره القاضي بأن مفعول الاعتماد الذي منحته الولايات المتحدة لإسرائيل من أجل الاستمرار في عمليتها العسكرية في قطاع غزة انتهى. هناك فارق بين محادثات تجري من وراء الكواليس وبين بيان رسمي تعلن فيه الولايات المتحدة أن الساعة الرملية للعملية العسكرية آخذة بالنفاد.
- غير أنه مع هذا الموقف الأميركي ومن دونه لا بد من القول إنه في اللحظة التي اتُّخذ فيها قرار بعدم شن عملية برية في القطاع، فإن أغلب الإنجازات التي يمكن أن تجنيها إسرائيل من العملية العسكرية جنتها في أيامها الأولى. والأيام الأخيرة تحولت إلى أيام أكثر تعقيداً. والتقديرات المتداولة تشير إلى أن العملية العسكرية نجحت حتى الآن في تجريد حركة "حماس" من قدراتها على التسلل إلى الأراضي الإسرائيلية وخوض قتال فيها، ومع ذلك بقيت في حيازة الحركة ترسانة صواريخ وقذائف صاروخية وهي تُحسن استخدامها.