ممنوع التراخي إزاء الاتفاق النووي
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

  • الأحداث في الأيام الأخيرة في ڤيينا تثير إحساساً بعودة ذكريات من الماضي. الإدارة الجديدة في الولايات المتحدة تسير بسرعة نحو اتفاق نووي خطر، وإسرائيل مرة أُخرى تخوض معركة تراجعية. ويبدو أن العودة الأميركية إلى الاتفاق الموقّع خلال ولاية الرئيس أوباما ستكون من دون تغييرات أو إضافات إلى الصيغة الموقّعة في سنة 2015.
  • الإيرانيون يلعبون لعبة شطرنج مُحكمة وينجحون في الفوز. خلال الفترة الماضية، ومنذ توقيع الاتفاق السابق، زادوا وتيرة تخصيب اليورانيوم إلى مستوى غير مقبول، 60%، وفي إطار عملية المفاوضات مع الأميركيين هم يعتقدون أنه إذا لم تتحقق العودة إلى الاتفاق السابق، سترتفع قوة التخصيب إلى 90%.
  • يجري هذا بدلاً من طرح المطالب الأساسية على الطاولة: معالجة جذرية تمنع إنتاج قنبلة نووية إيرانية في السنوات العشر القادمة، مع آليات رقابة كبيرة، ووقف تجارب الصواريخ الباليستية، ووقف الدعم الإيراني للإرهاب والعمليات التي تزعزع الاستقرار في الشرق الأوسط.
  • لا اعترض على مشروعية محاولة حل المشكلة الإيرانية بوسائل دبلوماسية. مع ذلك يجب أن تأتي المفاوضات الدبلوماسية من موقع قوة. الإدارة السابقة عمقت الضغط على الحكم الإيراني، وهو ما أدى إلى تراجع الاقتصاد الإيراني إلى الوراء بصورة كبيرة.
  • في مثل هذا الوضع، عندما يتم التوصل إلى تحقيق خطوات دبلوماسية، فإن الطرف الضعيف يبدي مرونة إزاء الطرف القوي. الولايات المتحدة هي أعظم دولة في العالم. وموقفها هو الذي يجب أن يقود ويهيمن. بهذه الطريقة يجب قيادة الخطوات وإرسال شعور بالقوة والزعامة.
  • تُجري إسرائيل اتصالات صامتة بالإدارة الأميركية على أعلى المستويات. مع ذلك، يبدو أن الأميركيين يتوجهون نحو الاتفاق. هذا ما يعتقده أيضاً دبلوماسيون تحدثت معهم في الولايات المتحدة وأوروبا.
  • بالإضافة إلى ذلك، تعمل إسرائيل بطرق أُخرى لمنع إيران من الحصول على سلاح نووي. وهذا عمل دائم ومستمر لم ولن يتوقف ما دام هناك خطر من طرف الإيرانيين.
  • إذا عادت الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي، ممنوع أن نتراخى. في سنة 2015 خضنا صراعاً دبلوماسياً بكل الطرق ضد الاتفاق ونتائجه. وعندما احتضن العالم إيران بهذا الاتفاق، أصرّت دولة إسرائيل على موقفها وحذرت عبر كل المنابر من الخطر المتوقع، ومن أن الحكم في طهران يحاول الظهور بمظهر الكبش، بينما هو في الواقع ذئب ذو أنياب إرهابية حادة وخطرة.
  • يجب علينا العودة إلى وضع مماثل، ومن واجبنا أن نقول الحقيقة للعالم. اليوم سنفعل ذلك بصورة مختلفة، أكثر حكمة وفعالية، وفي ضوء التجربة التي راكمناها في هذا المجال. لن نتردد في أن نقول للعالم بوضوح حقيقة واحدة ووحيدة - الاتفاق الحالي يشكل خطراً، ليس على دولة إسرائيل وحدها، بل على دول الشرق الأوسط خصوصاً، وعلى العالم كله.
  • مع ذلك، من الواضح للجميع أنه لا يوجد رئيس أميركي معني فعلاً بأن تكون إدارته هي التي أتاحت لإيران الوصول إلى تطوير قنبلة نووية. لذا، يتعين علينا أن نقول لكبار أصدقائنا، وعلى رأسهم الولايات المتحدة: يمكنكم أن ترتبكوا خطأ وتوقّعوا الاتفاق النووي من جديد. نحن من جانبنا، سنفعل كل ما هو ملائم بالنسبة إلينا، ونحتفظ بحقنا في الدفاع عن مواطنينا.