تسلسل الأحداث في إيران يثير شعوراً بأن نتنياهو خسر الكابح الأخير
تاريخ المقال
المصدر
هآرتس
من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
- يُعتبر بنيامين نتنياهو رئيس حكومة لا يحب الحرب. هو حذر جداً في استخدام القوة. وعندما تُفرَض عليه مواجهة فإنه يسعى لإنهائها بسرعة من دون توسيعها أو تعميقها. هكذا تصرّف خلال 12 عاماً متواصلة من حكمه. اليوم وفي النقطة الزمنية الأكثر حساسية بالنسبة إلى مستقبله السياسي والشخصي، تتكاثر مؤشرات تشكك في النظرية المذكورة أعلاه. وهذه المؤشرات يجب أن تقلق كل مواطن إسرائيلي. المسؤولون الرفيعو المستوى في المؤسسة الأمنية حالياً وسابقاً يعرفون جيداً ما يحدث، وهم يجدون صعوبة في النوم ليلاً.
- ليس هناك مَن يفهم أفضل من نتنياهو خطورة وضعه. الأيام الأربعة للشهادات الأولى التي أدلى بها إيلان يشواع [المدير العام السابق لموقع واللا] رسخت الاتهام بتقديم رشاوى في الملف 4000، ضد شاوول ألوفيتس [رجل أعمال إسرائيلي]. الشاهدان الماك، نير حفيتس وشلومو فيلبر، سيكملان حل اللغز في الأسابيع والأشهر المقبلة. وبعد أن يدليا بما لديهما، ستُحدَّد الصورة وتتضح، ولن تكون لمصلحة المشتبه به رقم واحد.
- إذا لم ينجح نتنياهو خلال العشرين يوماً المقبلة في تحقيق التفويض الذي حصل عليه من الرئيس، يصبح إخلاؤه مقر الرئاسة في بلفور (الذي شبّهه في الماضي بإخلاء عائلات المستوطنين من غوش كطيف) على قاب قوسين أو أدنى. لكن المطروح الآن على المحك بالنسبة إليه هو أشد وطأة بكثير من طرده من مقر الرئاسة التي تبتلع ميزانيات الحكومة. هذه المرة المطروح هو مصيره وحريته.
- تسلسل الأحداث الأمنية إزاء إيران، والتسريبات التي لا تترك شكاً بخصوص هوية أصحابها تثير شعوراً بأن صاحب البيت أُصيب بالجنون، بل الأصح خسر الكابح الأخير الذي ما زال يعمل لديه. في المنظومة السياسية والأمنية يدور حديث علني: هل يريد رئيس الحكومة إشعال حرب مع إيران أو مع حزب الله كي يؤلف حكومة طوارىء. في السنة الماضية فرض على الدولة إغلاقاً محكماً وجهنمياً مع عدد قليل من المصابين فقط، وبمساعدة الكورونا خلق مناخاً ينذر بنهاية العالم، وأجبر بني غانتس على إقامة حكومة طوارئ. هذه المرة لا يوجد كورونا، بل يوجد دائماً إيران.
- التسريب إلى "النيويورك تايمز"، الذي نسب إلى إسرائيل عملية التخريب في المنشأة النووية في نتانز، يمكن أن يأتي من مصدر واحد. مصدر موثوق به بما فيه الكفاية كي تنشر الصحيفة المهمة الخبر؛ وشجاع بما فيه الكفاية، بحيث لا يخاف من تداعيات تحقيق محتمل؛ وربما أيضاً يائس وخطر بما فيه الكفاية. وزير الدفاع الذي طالب بالتحقيق في التسريبات يعرف أنه لن يتوصل إلى شيء. المتهم المركزي محصّن.
- هذه المرة لن يهبّ غانتس إلى نجدته. وبالتأكيد لا لبيد ولاساعر وليبرمان. هم يعرفونه جيداً. ميراف ميخائيلي ونيتسان هوروفيتس اللذان أذهلتهما فكرة التوصية بنفتالي بينت لرئاسة الحكومة، سيفعلان ذلك بطيبة خاطر عندما يريان مدى خطورة البديل.
- نتنياهو يتوجه إلى بنيت وسموتريتش. رئيس حزب يمينا أعلن اليوم (الثلاثاء) أن كتلته لن تشكل عائقاً. "قلت للسيد نتنياهو أنه يمكنه احتساب أصوات كتلة يمينا مع إقامة حكومة يمينية." في الوقت عينه تعهد بينيت مجدداً منع "كارثة انتخابات خامسة".
- الهدف من الشطر الأول من عبارة بينت أن يقدم لنفسه ذريعة: لست أنا المشكلة. ليتفضل حضرة السيد نتنياهو ويؤمّن 54 مقعداً وستؤمّن له يمينا الـ61. لكن الشطر الثاني من العبارة لا يقل أهمية: إذا فشل المرشح لديّ خيار في الطرف الثاني. سأضطر إلى قبول قرار الحركة وقرار معسكر التغيير باختياري رئيساً للحكومة. إذا لم يكن هناك من مفر فهذا ما سيحدث. "انتخابات خامسة لن تحدث"، وعد بينت في الأسبوع الأخير من المعركة الانتخابية على مسامع صحافيين وسياسيين. اليوم بالتحديد يبدو أنه ينوي الوفاء بوعده.