هل يريد الشعب الذهاب إلى انتخابات خامسة أو تأليف حكومة يمينية بتأييد راعم [الحركة الإسلامية - الجناح الجنوبي]؟ هذا السؤال لا يشغل السياسيين فقط بل أصبح مؤخراً يشغل اهتمام حاخامين وشخصيات عامة في الأحزاب الصهيونية الدينية.
في حزب الليكود بدأت الدعوة إلى تأليف حكومة بتأييد الحزب الذي يمثل الحركة الإسلامية، كما برزت أصوات مشابهة بصورة مفاجئة وسط جزء من الأحزاب الدينية، إلى جانب مواقف ترفض ذلك رفضاً قاطعاً.
رئيس حزب الصهيونية الدينية بتسلئيل سموتريتش أوضح مجدداً رفضه التعاون مع منصور عباس. وقال بحضور الحاخام حاييم دروكمان في أثناء الاحتفال بتعيين مسؤول جديد عن مركز يشيفات بني عكيفا: "الحكومة في دولة إسرائيل تعتمد فقط على أحزاب الشعب اليهودي، أو على الأقل أحزاب تقبل إسرائيل كدولة يهودية". وكان الحاخام دروكمان قال في الأسبوع الماضي إن لا مجال لإقامة حكومة يمينية تعتمد على حزب راعم. وتساءل: "هل عباس منصور يميني؟ هو عربي لا يعترف بقيام دولة إسرئيل."
كلام رئيس الصهيونية الدينية جاء على خلفية اللقاء الذي جرى يوم الثلاثاء مع رئيس الحكومة نتنياهو. الجلوس مع راعم في حكومة واحدة ليس مطروحاً بالنسبة إليه، لكن مع عدم استبعاد الليكود للفكرة، الآن هو متهم بمنع قيام حكومة بمساعدة عباس.
في مقابل معارضي انضمام راعم إلى الحكومة، تزداد الدعوات التي تشجع ذلك من اليمين. فقد قال الحاخام يعقوب نيغان رئيس يشيفات عتنئيل وناشط في مبادرات للسلام مع مسلمين: "راعم مرت بتغيير أيديولوجي مهم ولا يوجد سبب لعدم انضمامها إلى الائتلاف."
وانضمت إليه الحاخامة هداسا فرومان التي قالت إن منصور هو "تلميذ عبد الله نمر درويش، ولدى الاثنين خط مشابه هو خط الاعتدال والعيش المشترك مع الشعب اليهودي. هناك أساس لتعاون سياسي معه."
وعبّرت فرومان عن غضبها على سموتريتش قائلة: "تصريحاته تدل على جهل في أحسن الأحوال، وهي عنصرية ولا تتلاءم مع الجمهور الذي يمثله. مَن يريد أن يقود حزباً وطنياً يتعين عليه أن يكون حذراً للغاية، وأن ينأى بنفسه عن العنصرية."
في التيار السائد في الوسط الديني – القومي لا يستبعدون القيام بخطوات تاريخية مع حزب عربي، لكنهم وضعوا شروطاً أساسية لذلك. فقد قال عضو الكنيست موتي يوغاف: "ما دامت مطالب الحزب العربي راعم برئاسة منصور عباس تعبر عن مطالب مواطني إسرائيل العرب، فإنها مطالب شرعية ويمكن الاعتماد على الحزب لإقامة حكومة مستقرة."
يدل الخلاف في وسط الأحزاب الدينية على الحاجة الماسة إلى الخروج من المأزق السياسي من خلال الشراكة مع عباس. الأمل هو بقيام حكومة موسعة بقدر الإمكان مع خطوط أساس تتعلق بالهوية اليهودية وتعزيز الاستيطان.
تؤيد الكتل الحريدية الخطوط التي جرى التوافق عليها بين الأحزاب الدينية لإفساح المجال لانضمام راعم، وهذا هو أيضاً رأي الجناح المحافظ في الصهيونية الدينية، لكن يبدو أن الإرادة الحسنة وحدها لا تستطيع إضفاء الشرعية على تعاون اليمين السياسي مع راعم.