ماذا يمكن أن نتعلم من أنماط التصويت للأحزاب المتعددة
تاريخ المقال
المصدر
- عند كتابة هذه السطور لم يكن هناك حسم نهائي في الجولة الانتخابية الرابعة. ميزان القوى قد يتحرك يميناً أو يساراً بحسب الفرز النهائي المستمر، لكن من الممكن منذ الآن استخلاص بعض الخلاصات الواضحة، ويبدو أن كتلة نتنياهو هي التي ستؤلف الحكومة المقبلة.
- الإنجاز الشخصي لنتنياهو مثير للإعجاب. فهو في المجال السياسي ملتزم بهدفه أكثر من أي سياسي عرفناه في إسرائيل حتى اليوم. هو زعيم الليكود بلا منازع، وحركة الليكود كلها ملقاة على كتفيه. حملة اللقاحات في إسرائيل ساعدت كثيراً. هو يستطيع تعيين أعضاء من الليكود وزراء كما يشاء، حتى لو لم يكونوا ملائمين للمنصب. على ما يبدو لن تجري محادثات بشأن حكومة وحدة وطنية. وليس هناك اليوم شريك محتمل من داخل كتلة معارضي نتنياهو يستطيع الحوار مع نتنياهو بشأن انضمامه إلى ائتلاف برئاسته. لن يكون هناك منشقون يخونون ثقة الجمهور، يقولون إنهم ضد نتنياهو وبعد الانتخابات ينضمون إليه. تجربة الائتلاف بعد الانتخابات الثالثة تكفي.
- قانون رئيس الحكومة المناوب لن يكون مطروحاً على ما يبدو بعد وقت قصير من تأليف الائتلاف الجديد. لقد كان نتنياهو على حق عندما قال إن المنافسة على رئاسة الحكومة هي بينه وبين يائير لبيد. في كتلة الوسط - اليسار وفي كتلة معارضي نتنياهو لبيد هو المرشح الشرعي الوحيد للتنافس على رئاسة الحكومة.
- في تقديري، نتنياهو سيؤلف حكومته المقبلة بمشاركة نفتالي بينت. وبينت على الرغم من انتقاداته الحادة لسلوك نتنياهو، سيشارك في ائتلاف برئاسة نتنياهو. هو متأكد بأنه سيحصل على 3 حقائب وزارية مركزية. في إمكان بينت أن يكون وزيراً للمال أو وزيراً للدفاع، بحسب ما يختار. إذا أراد أن يكون وفياً لحملتة الانتخابية سيفضّل وزارة المال. بينت سياسي ماهر ولديه قدرات استثنائية. إذا تولى وزارة المال، اقتصاد إسرائيل سيتغير. في إمكانه أيضاً أن يقود إصلاحات عميقة تنظيمية للجيش الإسرائيلي إذا تولى وزارة الدفاع.
- في تقديري أيلييت شاكيد ستعود إلى وزارة العدل. لقد أصبحت أكثر رشداً. ولن تسمح بزعزعة المنظومة القضائية، لكنها ستواصل العمل على تمرير بند التغلب [القانون الذي يسمح للكنيست بالاعتراض على قرارات المحكمة العليا] مع مراعاة الموازين.
- مفاجأة الانتخابات كانت تحديداً بني غانتس، وليس يارون زليخا. وهذا يدل كثيراً على التوجه الأخلاقي لجزء من الجمهور في إسرائيل. غانتس هو سياسي جديد فشل في المرحلة الأولى. يمكن قياس إنجازاته فقط خلال عام واحد ولقد تبددت. لكن جزءاً من الجمهور يرى فيه رجلاً مستقيماً أخطأ وليس سياسياً ضللهم. بناءً على ذلك نال عدداً من الأصوات أعلى من المتوقع. وكل الذين نصحوه بعدم الترشح في الانتخابات عليهم أن يخبئوا وجوههم لمدة شهر. إنجازات غانتس ستُرسخ موقعه كرئيس حكومة مناوب في الحكومة الانتقالية حتى قيام حكومة جديدة. هذا كان أحد الإنجازات التي سعى لتحقيقها.
- عضو الكنيست ميراف ميخائيلي [زعيمة حزب العمل] قفزت إلى موقع القيادة خلال بضعة أشهر. جاء هذا نتيجة سياسة حكيمة وخط ثابت يعكس شجاعة. فقد خاضت انتخابات أولية، وفازت بها. لم يغرها خوض الانتخابات مع شركاء، خطوة تدل عموماً على خوف وعدم ثقة.
- موضوع الشراكة بين أحزاب تتوحد في قائمة واحدة قبل الانتخابات وتتفكك بعد الانتخابات لم يُطرح على جدول الأعمال. فقد ثبت أن العكس هو الصحيح. أحزاب صغيرة وفية لدربها ولا تطمس هويتها الأيديولوجية- تحظى بتأييد جمهور الناخبين الذين يتماهون مع وجهة نظرها. كل الأحزاب الصغيرة التي كان هناك شك في أنها ستنجح في تجاوز نسبة الحسم - فعلت ذلك بنجاح، تحديداً عندما خاضت الانتخابات وحدها.
- أيضاً جدعون ساعر وأيضاً بينت إذا أرادا أن يكونا بديلاً من زعامة اليمين عليهما أن يعملا كثيراً. بالنسبة إلى بينت، سيكون الأمر أسهل لأنه سيكون شريكاً رفيع المستوى في الائتلاف. بالنسبة إلى ساعر، سيكون الأمر أكثر صعوبة. فهو سيضطر إلى أن يقود داخل المعارضة خطوات تبرر، في نظر الجمهور، تطلّعه إلى أن يكون زعيماً لليمين. وهذا ليس سهلاً البتة.
- ظاهرة أُخرى تستحق انتباهاً خاصاً هي زيادة قوة الأحزاب التي تعتمد على يهودية صرفة، مثل الأحزاب الحريدية والصهيونية الدينية. لديهما معاً أكثر من 20 مقعداً.
- في مقابل هذا كله، الخاسر الأكبر هو كنيست إسرائيل كله. من واجب الكنيست الإسرائيلي إيجاد نظام انتخابي يتيح حسماً ويولد حكومة مستقرة، وليس ائتلافاً تقاس قوته بعضو كنيست أو عضوين لتجاوز النصف. دول أُخرى عرفت كيف تبني أنظمة انتخابية تحيّد الانقسام القبلي، والأيديولوجي أو الإثني. نحن فشلنا في ذلك حتى الآن.