يجب تلقيح كل الفلسطينيين وليس الذين يعملون عندنا فقط
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف
  • في الأمس وبعد الكثير من التأجيل، بدأت عملية تلقيح العمال الفلسطينيين الذي يعملون بإذن في إسرائيل وفي المستوطنات. بحسب المخطط، 120 ألف عامل سيأخذون لقاحاً من إنتاج شركة موديرنا. مراكز التلقيح ستقام في الجانب الإسرائيلي من الحواجز، وسيشغلها طاقم طبي إسرائيلي بوجود ممثلين عن الإدارة المدنية وسلطة المعابر.
  • ما يجري هو خطوة مهمة ومباركة، يجب أن تكون الأولى في سلسلة خطوات تؤدي في نهاية الأمر إلى تلقيح كل السكان الفلسطينيين. يجب رفض المنطق القائل إن مسؤولية إسرائيل عن الفلسطينيين تنتهي عند الحاجز. فكم بالأحرى عندما تطالب حكومات إسرائيل بملكية الأراضي المحتلة بحد ذاتها.
  • لإسرائيل واجبات وبائية، أخلاقية وقانونية (مستمدة من واجبها كدولة "احتلال"، بحسب معاهدة جنيف) إزاء كل السكان الفلسطينيين في المناطق وليس فقط هؤلاء الذين يعملون لديها. أية محاولة للتهرب من هذا الواجب ستؤدي إلى استمرار تفشّي المرض داخل دولة إسرائيل. لكن ما لا يقل أهمية – أنها ستكون دليلاً على عدم المنطق وعدم الأخلاق في أساس نظام الاحتلال الذي تطبقه إسرائيل. إذا كانت إسرائيل هي التي تسيطر على المنطقة فهي بالتأكيد تسيطر على كل المعابر والمداخل، ومن واجبها الحرص على رفاه وسلامة كل من يعيش في هذه المنطقة. الفلسطينيون ليسوا فقط عمالاً في مواقع البناء وفي معاملنا الصناعية، هم أيضاً بشر من حقهم الحصول على الحماية من الوباء.
  • بدلاً من المتاجرة باللقاحات مع حكومات في العالم كي تنقل سفاراتها إلى القدس، يتعين على حكومة إسرائيل نقل كل فوائض اللقاحات اليومية إلى الفلسطينيين. ليس مقبولاً أن يفضل رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو شراء تأييد دبلوماسي بواسطة ما تبقى من اللقاحات بدلاً من تلقيح الفلسطينيين.
  • يجب السعي لتعزيز التعاون الطبي مع السلطة الفلسطينية. وبالإضافة إلى تلقيح العمال يتعين على إسرائيل الحرص على الفور على نقل اللقاحات إلى جهات طبية فلسطينية، وإلى السكان الذين هم في خطر. لاحقاً عليها العمل بالتعاون مع السلطة الفلسطينية من أجل شراء مخزون من اللقاحات لكل السكان. كما يتعين على إسرائيل تسهيل انتقال اللقاحات إلى الضفة الغربية وغزة من دون الخضوع للمساومة الأمنية في مسألة الأسرى الإسرائيليين الأحياء والأموات.
  • ليس هذا أمراً صحيحاً يجب القيام به من كل النواحي فحسب، بل هو أيضاً مصلحة صحية إسرائيلية. وباء الكورونا لا يعبأ بالخط الأخضر. لذا فإن تلقيح المواطنين على أحد طرفيه وإهمال تلقيح ملايين الفلسطينيين الذي يسكنون في الطرف الثاني سيخرب مساعي اقتلاع الوباء. الطريق إلى وقف الوباء تمر بطريق تلقيح الفلسطينيين، وهي الطريق الوحيدة كي نكون بشراً.