نائب الرئيس السابق للموساد: انسحاب ترامب من الاتفاق النووي مع إيران كان هدفاً لعمليات إسرائيلية علنية وسرية نفّذ فيها الموساد توجيهات المؤسسة السياسية
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

المؤلف
  • بعد 43 عاماً شغل خلالها مناصب رفيعة المستوى في جهاز الموساد الإسرائيلي، وبعد أن تولى قيادة قسم المحاربين "قيسارية" وكان رئيساً لمديرية العمليات في أثناء سرقة الأرشيف النووي من قلب طهران، قرر أ. أن يتكلم. وفي سياق مقابلة أدلى بها إلى صحيفة "يديعوت أحرونوت" سيُنشر نصها الكامل غداً (الجمعة)، وجّه أ. نائب رئيس الموساد السابق، الذي اعتزل العمل في هذا الجهاز الشهر الفائت، نقداً حاداً إلى سياسة إسرائيل حيال المشروع النووي الإيراني بصورة عامة، وحيال قرار رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو العمل على إحباط الاتفاق النووي بصورة خاصة.
  • وحكى أ. في سياق المقابلة عن عملية سرقة الأرشيف النووي التي وصفها بأنها "عملية القرن"، لكنه أكد في الوقت عينه أن على إسرائيل تغيير مقاربتها للكفاح ضد إيران، ونقل "حرب الاستنزاف إلى طهران".
  • وكان أ. هو الشخص الذي كلفه رئيس الموساد يوسي كوهين تطوير خطة الجهاز لمواجهة فيروس كورونا، وهي الخطة التي عرضها كوهين على رئيس الحكومة نتنياهو ورئيس الحكومة البديل بني غانتس في نيسان/أبريل الفائت، ولا أحد يدري لماذا جرى عرضها. وهو يعتقد أن هناك صلة وثيقة بين أداء نتنياهو في مقابل إيران وأدائه حيال أزمة فيروس كورونا، ويقول: "الحصيلة العامة كانت إدارة غير جيدة. أنا شاهدت إدارة غير جيدة. وهذا ما تثبته النتيجة، سواء بالنسبة إلى البرنامج النووي الإيراني، أو بالنسبة إلى أزمة كورونا". وهو يحذّر من أن هناك خطراً يتربص باستقلالية الموساد، أو بموجب ما قال: "لدي انتقاد فحواه أن الجهاز لا يحافظ بما فيه الكفاية على رأيه المستقل في السنوات الأخيرة"، كما هاجم نشر أخبار تتعلق بالعمليات السرية في وسائل الإعلام.
  • ويكشف أ. النقاب عن أن انسحاب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب من الاتفاق النووي مع إيران كان هدفاً لعمليات إسرائيلية علنية وسرية نفّذ فيها الموساد توجيهات المؤسسة السياسية، وكانت عملية سرقة الأرشيف النووي الإيراني واحدة منها. بموازاة ذلك، انتقد أ. بحدة النتيجة التي وصلنا إليها في الوقت الحالي، قائلاً: "إذا ما نظرت إلى هذه المسألة الآن، في آذار/مارس 2021، فنحن إزاء وضع تمكن فيه الإيرانيون من تخزين 2.5 طن من اليورانيوم المخصب ولديهم أجهزة طرد مركزي متطورة.. لدينا الآن إدارة ديمقراطية [في الولايات المتحدة] غير أن وضعنا الآن أشد سوءاً بالنسبة إلى ما كان عليه في إبان الاتفاق النووي. كما أن الإيرانيين لم يتوقفوا لحظة عن توسعهم الإقليمي وهم يقومون بإنتاج صواريخ.. الصفقة التي قمنا بها لم تكن جيدة. عدنا إلى المكان نفسه".
  • ويؤكد أ. أن نتنياهو وقف في مواجهة مطلقة أمام إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، الأمر الذي مسّ بقدرة إسرائيل على تقليص ضرر الاتفاق النووي مع إيران. كما يؤكد أنه في الوقت الذي يُعد التهديد النووي الإيراني بمثابة خطر وجودي فإن الحكومة الإسرائيلية لا تتعامل معه بهذه الصفة وتصرّ في كل مفاوضات تُجرى مع إيران على إضافة موضوع الصواريخ، والتمدد الإقليمي والإرهاب، الأمر الذي يجعل الموضوع النووي غير مركزي بما فيه الكفاية.
  • يُذكر أن أ. اعتزل العمل في جهاز الموساد الشهر الفائت بعد أن تم اختيار د. رئيساً مقبلاً لهذا الجهاز. وفاجأ هذا الاختيار كبار المسؤولين في الموساد نظراً إلى التجربة الكبيرة التي يتمتع بها أ.