قتل أحمد عريقات هو اغتيال
تاريخ المقال
المصدر
هآرتس
من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
- التقرير الذي نشرته في الأسبوع الماضي منظمة "الهندسة الجنائية"، ومقرها في لندن، بالتعاون مع منظمة "الحق" في رام الله، يجب أن يثير القلق لدى أي مواطن في إسرائيل. التقرير حقق في ظروف مقتل أحمد عريقات (27 عاماً) من سكان أبو ديس، على يد أحد حراس الحدود على حاجز "الكونتينر" (وادي النار) في حزيران/يونيو الماضي.
- إسرائيل ادّعت أن عريقات - وهو ابن أخت صائب عريقات الذي كان مسؤولاً في السلطة الفلسطينية عن المفاوضات مع إسرائيل - حاول القيام بهجوم دهس، وأُطلقت عليه النار لأنه عرّض حياة حراس الحدود على الحاجز للخطر. محققو "الهندسة الجنائية" استعانوا بشهود، وبأفلام فيديو من ساحة الحادثة، وبآراء خبير جنائي من الولايات المتحدة، وتوصلوا إلى استنتاج أن ما جرى كان "عملية قتل من دون محاكمة" كما نُشر (جدعون ليفي وأليكس ليباك "هآرتس" 26/2)
- أثار التقرير شكوكاً إزاء نيات عريقات الذي كان يقود سيارته بسرعة 15 كيلومتراً في الساعة ودهس شرطية. الشرطية أصيبت إصابة طفيفة ونهضت فوراً. وحدّد الخبير الجنائي أن عريقات لم يقُد سيارته بسرعة في أي مرحلة، ربما حاول إيقافها. هذه الحقيقة تثير شكوكاً بشأن نياته: لو أراد دهس رجال الشرطة كان عليه أن يسرع في سيارته.
- تطور الأحداث بعد ذلك كان خطيراً للغاية. عريقات خرج فوراً من سيارته، ورفع يديه وتراجع إلى الخلف، يزعم حراس الحدود أنه حاول الاقتراب منهم. عريقات لم يكن مسلحاً. خلال ثانيتين أطلقت الشرطة ست رصاصات بالنيران الحية على الجزء الأعلى من جسده، على الرغم من أنه لم يكن يشكل أي خطر.
- بحسب التقرير، مُنع عريقات من تلقّي أي علاج كان يمكن أن ينقذ حياته. في الدقائق الأولى كان يشاهَد وهو يحرك يديه. تدّعي الشرطة أنه فُحص، لكن بحسب نتائج التقرير، مُنعت سيارة إسعاف فلسطينية من الاقتراب منه، وطاقم سيارة الإسعاف الإسرائيلي عالج الشرطية فقط. وظلت جثة عريقات ملقاة على الطريق وقتاً طويلاً، وجزء منها عارٍ. وشوهد رجال شرطة وجنود وهم يدخنون ويتجولون بالقرب منه فيما بدا إهانة لكرامة الميت.
- بالإضافة إلى ذلك، وحتى اليوم، وبعد مرور 8 أشهر على التحقيق، لم تُعد إسرائيل الجثمان إلى عائلته بسبب تجارة الجثامين التي تحاول القيام بها مع "حماس" في غزة.
- عريقات لم يكن الضحية الفلسطينية الوحيدة في الأشهر الأخيرة. لكن لأول مرة تحقق منظمة دولية بصورة جذرية وبوسائل متطورة في ظروف عملية القتل. كان يجب أن نتوقع أن تقوم شرطة إسرائيل التي قتل عناصرها عريقات بتحقيق مماثل. لكن طبعاً هذا لم يحدث ولن يحدث.
- الآن تطالب العائلة باستعادة جثمان ابنها الذي قُتل في يوم زواج شقيقته.