مقابلة مع بنيامين نتنياهو: "أطوّر خياراً لمنع سلاح نووي إيراني بأي ثمن"
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

[نشرت صحيفة "يسرائيل اليوم" في ملحقها الأسبوعي مقابلة أجرتها مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو،  نقتطف أهم ما جاء فيها]

  • هناك انطباع أننا سننتقل بسرعة من جدول عمل وبائي إلى جدول عمل شتاء سياسي، وعلى رأسه العودة السريعة إلى الاتفاق النووي. وهناك عودة إلى الحديث عن حل الدولتين لشعبين.

"أعتقد أن الانتخابات المقبلة هي على مَن سيكون رئيس الحكومة المقبلة، أنا أو يائير لبيد. اسألوا أي مواطن، مَن وقف بحزم في مواجهة ضغوطات الإدارات الأميركية، كان هناك إدارات أرادت إعادتنا إلى خطوط 1967، والتسبب بخطر كبير لنا. لبيد قال إن الحل بالنسبة إليه هو اقتلاع 100 ألف يهودي، وتقديم تنازلات وانسحابات تعرّض أمننا للخطر. الأميركيون يعرفون احترام موقفنا الصارم من الناحية السياسية أيضاً في موضوع إيران."

"هناك سؤال، مَن سيقف في مواجهة إيران، أنا أم لبيد؟ مَن يقود معارضة عالمية ضد السلاح النووي الإيراني، أنا أم لبيد الذي أيّد هذا الاتفاق مع رفاقه؟ ولا يقتصر هذا على هذه الصعد فقط. مَن سيدفع باقتصادنا إلى الأمام؟ أنا الذي حققت الثورة الاقتصادية في إسرائيل وأخرجتها للتو من أزمة اقتصادية كبيرة، أم لبيد الذي كان أفشل وزير للمال؟ مَن جلب وسيجلب ملايين اللقاحات؟

  • لكن المشكلة ليست في خلافاتك مع غانتس ولبيد أو اليسار، بل في الخلاف مع بايدن ورجاله.

"لقد أثبتت أنني قادر على المحافظة على المصالح الحيوية لدولة إسرائيل في مواجهة الضغوطات التي لم يواجهها رئيس حكومة."

  • لكن لا يزال هناك اتفاق، مليء بالفجوات، لكنه اتفاق.

"المعارضة التي قدتها في خطابي أمام الكونغرس أدت إلى أن الرأي العام في الولايات المتحدة استمر في رؤية إيران عنصراً معادياً، وهذا ما يجري اليوم أيضاً، لذلك عندما تغيرت الإدارة خرجوا من الاتفاق. لكنني لا أقول إن الصراع ضد السلاح النووي الإيراني انتهى؛ على العكس هو لا يزال مستمراً. حصول إيران على قنبلة نووية يشكل تهديداً وجودياً  لإسرائيل. النضال من أجل منع حدوث ذلك هو الهدف الأول لرئيس الحكومة المقبل. مَن سيفعل ذلك - لبيد مع شركائه جدعون ساعر وبينت؟ أم أنا الذي قدت النضال العالمي وما زلت أقوده؟ ما دمت رئيساً للحكومة لن يكون لإيران سلاح نووي. سأفعل كل ما هو مطلوب لمنع ذلك، وقلت ذلك للرئيس بايدن. مع اتفاق أو من دون اتفاق".

  • هل يعني هذا أن الحل الأخير الذي بقي لنا في الوضع الحالي هو حل عسكري؟

"لماذا؟ عملنا بطرق كثيرة ولن أدخل في تفصيلات كل ما فعلناه بضغوطات سياسية، أيضاً خلال فترة أوباما. وقمنا بعمليات استخباراتية، الدخول المفاجىء إلى الأرشيف النووي ونشر هذه المادة التي تُظهر مشاريع إيران وانتهاكاتها للحصول على سلاح نووي، وطرق أُخرى لن أتطرق إليها حالياً."

  • على افتراض أننا سنضطر إلى أن نكون أكثر فعالية، هل تبدُّل الحكم في الولايات المتحدة قرّب المنطقة من الحرب؟

"أقول إن العودة إلى الاتفاق النووي السابق هو خطأ فادح. قبل كل شيء لأننا لسنا في سنة 2015، وإيران مضت قدماً بواسطة الاتفاق الذي أُعطيَ لها لتطوير أجهزة طرد مركزي لتخصيب اليورانيوم بسرعة كبيرة جداً، بالإضافة إلى خرقها الاتفاق. إيران في سنة 2021 ليست إيران في سنة 2015. العودة إلى اتفاق  يفتح لها الطريق إلى ترسانة نووية سيكون خطأ كبيراً سيشكل تهديداً لنا وأيضاً للمنطقة، ونتيجة ذلك دول كثيرة في الشرق الأوسط ستتحول إلى دول نووية. هذا تطور خطِر في تاريخ الإنسانية وسأفعل كل ما في استطاعتي لمنعه."

  • هل الضغوطات يمكن أن تقضي فعلاً على اتفاقات السلام بيننا وبين الإمارات والمغرب؟

"على العكس - هي ستقوّي الاتفاقات، لأن كل الدول التي تتخوف من انهيار أنظمتها على يد النشاط التآمري لإيران وعدوانيتها، تعتبرنا مدماكاً أساسياً في الدفاع عنها بسبب الإصرار الذي أقوده في معارضة إيران. إدراك هذه الدول أن إسرائيل هي حليف حيوي لها هو مكون أساسي، بالإضافة إلى القدرة التكنولوجية والاقتصادية التي تثير الدهشة هناك. لقد ألغيتُ الفيتو الفلسطيني الذي كان موجوداً، والذي منعنا من اختراق هذا المجال وتحقيق مصالحنا الاقتصادية والأمنية أيضاً - مع دول عربية. وهذا الأمر لا عودة عنه."

  • سيدي رئيس الحكومة أنا أرى الأمر بصورة مخالفة. نظراً إلى أن إيران تهدد أيضاً الإمارات والسعودية، ولهذه الدول علاقات مع إيران ونحن لا توجد علاقات لنا معها، فإن إدارة مثل إدارة بايدن يمكنها أن تدفعهم إلى التقرب من إيران والابتعاد عنا.

"القاعدة السائدة في الساحة السياسية هي عقيدة جابوتنسكي. إذا كان الطرف الآخر يضغط عليك في اتجاه سلبي بالنسبة إليك، عليك الضغط في الاتجاه المعاكس لموازنته. هذا جهد لا نهاية له. أنا أقوم بالضغوطات المعاكسة، أيضاً من خلال ترابط المصالح مع الدول العربية، وأيضاً من خلال معارضة الاتصالات بين إيران والإدارة الأميركية، وأيضاً في مواجهة الرأي العام الأميركي والعالمي. حتى اليوم نجحنا في جهود ضخمة لمنع إيران من الحصول على هذا التسلح وتجاوز الخطوط الحمراء التي وضعتها حينها. لا أقول إن الجهد توقف. السؤال الذي يجب طرحه - مَن سيستمر فيه؟"

  • خضت معركتك الانتخابية الأولى قبل 25 عاماً. ما الفارق بين حينئذ واليوم؟

"الفارق الكبير هو أن اليوم ليس لدينا معركة، اليوم لدينا أفعال. اليوم يرى الناخبون ماذا يحدث، وهذا لا علاقة له بالشعارات وأفلام الدعاية. هذا هو الفارق في هذه الحملة الانتخابية."

  • ربما التغيير الكبير هو علاقتك بالجمهور العربي؟

"تغيير كبير وتاريخي."

  • كنت تقول عنهم عموماً "الجمهور غير اليهودي"، والآن تقول عنهم "المجتمع العربي".

"أقول عنهم أيضاً عرب. فحصت كم وظّفنا في الجمهور العربي. ورأيت أن هناك صراعاً بين التقدم وبين ظلامية الإسلام المتطرف. أردت دائماً أن أرى العرب يختارون التقدم والاندماج في دولة إسرائيل. فحصت كم وظّفنا منذ سنة 2011 حتى اليوم - هذا ليس فقط 15 مليار شيكل لسد الفجوات، بل 21 مليار شيكل، أعطينا المليارات للبدو في الشمال والجنوب. وللجمهور الدرزي لزيادة الأمن وخطة العمل."

"هذه الدولة القومية للشعب اليهودي، لكن يجب أن يكون فيها مساواة في الحقوق والفرص لكل مواطن، وهذه أيضاً عقيدة جابوتنسكي. الفارق الكبير أن اليوم فتح الجمهور العربي عينيه. قلت لهم: لا تصوتوا للقائمة المشتركة، لأنها لا تمثلكم. إنها تتطرف في خطابها. وتجركم إلى طريق مسدود يقود إلى الاشتباك مع الصهيونية وتأييد الإرهاب. إنها تجركم إلى سردية منظمة التحرير الفلسطينية و"حماس".

 

 

المزيد ضمن العدد 3509