التقرير الاستخباراتي السنوي لشعبة الاستخبارات العسكرية يمكن التعامل معه بطريقتين: الأولى متفائلة، ومفادها أن كل خصوم إسرائيل وعلى رأسهم إيران بعيدون جداً عن المكان الذي أملوا بالوصول إليه في النقطة الزمنية الحالية. الطريقة الثانية متشائمة وهي أن التهديدات لإسرائيل لم تتراجع، لا بل ازدادت من نواحٍ عديدة في الفترة الأخيرة [يمكن الاطلاع على تفصيلات التقرير في مقال طال ليف رام].
في رأي رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية تامير هيمن، لا تزال إيران المصدر الحصري لعدم الاستقرار الإقليمي. صحيح أن تنظيم داعش لا يزال في قيد الحياة (في الأساس في العراق)، وأيضاً القاعدة (في العراق وأفغانستان)، لكن طهران هي المسؤولة عن عدم الاستقرار الأساسي. وعلى الرغم من الضربة المؤلمة التي خلفها اغتيال قاسم سليماني فإن إيران لا تزال تواصل توجهها الرامي إلى توسيع نفوذها الإقليمي بواسطة وكلائها الذين تستخدمهم لمحاربة أعدائها. كما نرى ذلك في اليمن في مواجهة السعودية والإمارات، وفي العراق في مواجهة الأميركيين والسعوديين والسّنة، وصحيح أيضاً في سورية ولبنان في مواجهة إسرائيل.