اليساريون لا يتعلمون
تاريخ المقال
المصدر
- الاندماجات في معسكر الوسط - اليسار في المعارك الانتخابية الثلاث الأخيرة كانت فشلاً ذريعاً. في المعركة الانتخابية في آذار/مارس 2021 يبدو أن ناخبي الوسط - اليسار سيعودون إلى الأحزاب القديمة (نسبياً)، وإلى التصويت الأيديولوجي، لكن هناك مَن يصر على العرقلة.
- في العامين الأخيرين استجاب معسكر الوسط - اليسار إلى دعوة الجمهور وعمل بحزم على الاندماج. كان هذا هو الرد على عقد من حكم استفزازي ومشرذم لبنيامين نتنياهو، وعلى هجومه الواضح على سلطة القانون والمنظومة القضائية بسبب لوائح الاتهام الموجهة ضده. من الجمهور العربي، مروراً بالمستوطنات العمالية حتى المدن الكبرى، كلهم تجندوا من أجل خطوة سياسية مشتركة مؤلفة من عنصرين: الأول التصويت الكثيف لإنهاء ما يبدو أنه خطر حقيقي على إسرائيل. والثاني - وقوف الأحزاب القديمة في المعسكر معاً وتوحدها كي لا يضيع صوت واحد من أجل هذه المهمة المشتركة.
- الاندماج الأول كان اندماج حزب يوجد مستقبل مع قائمتي بني غانتس وموشيه يعلون. وُضع غانتس على رأس "أزرق أبيض" ووقف كل المعسكر وراءه كمرشح لاستبدال نتنياهو. أيضاً تصرفت حركة ميرتس بمسؤولية وعملت على توحيد القوائم في المعارك الانتخابية الثلاث، وكذلك فعلت القائمة المشتركة التي توحدت من جديد وحققت نسبة تصويت غير مسبوقة للجمهور العربي.
- لكن بمقدار ما كبر التوقع بمقدار ما كبرت خيبة الأمل. على الرغم من فوز أزرق أبيض في معركتين انتخابيتين في الكنيست فإنه لم ينجح في المهمة التي أقيم من أجلها - تغيير السلطة. بدلاً من ذلك تشظى وتفكك؛ الشخص الذي حصل على أصوات ناخبي اليسار - الوسط خلال 3 معارك انتخابية أدار ظهره لهم ودخل في حكومة نتنياهو. وكانت النتيجة عدداً غير مسبوق من الوظائف السخيفة ووعداً من أكبر محتال في السياسة الإسرائيلية بـ"المناوبة".
- أيضاً التوحيد بين ميرتس وحزب العمل فشل فشلاً ذريعاً. أورلي ليفي أباكسيس قفزت ببساطة مع المقعد الذي منحها إياه الناخبون إلى كتلة نتنياهو، وتبعها حزب العمل برئاسة عمير بيريتس وإيتسيك شمولي اللذين اهتما بمنصب وزير.
- في هذه الجولة [2021] الشعور بخيبة الأمل كبير لدى ناخبي اليسار - الوسط من الأحزاب التي خدعتهم، سيعيدهم إلى أحزاب الكتل قبل شباط/فبراير 2019: يوجد مستقبل، والعمل، وميرتس.
- يوجد مستقبل هو حزب وسط ليبرالي بارز، ويشكل المرساة في مركز كتلة الوسط- اليسار. حزب العمل يتعافى ويعبر في استطلاعات نسبة الحسم، بعد أن دفع به عمير بيرتس إلى خسارة مطلقة. يجب الترحيب بذلك ولو بحذر، لأن الحزب أثبت مرات عديدة في العقود الأخيرة ضعفاً في القيم.
- في أي حال هو لا يستطيع أن يقوم بدور ميرتس - أن يكون الرمز اليساري في المنظومة السياسية. تشكل ميرتس مرساة اليسار في الكتلة بفضل مواقفها وتحركاتها على مدى سنوات في الدفاع عن النساء، وعن المثليين، وعن الإسكان الشعبي، وعن التطلع لإنهاء السيطرة العسكرية على الفلسطينيين وغيرها. في المعارك الانتخابية الثلاث السابقة أيدت ميرتس التوحيدات، لكن هذا أضر بها وتراجعت إلى أقل تمثيل لها في تاريخها.
- الخلاصة واضحة. في الخريطة السياسية الحالية، وعندما يصبح الناخبون ناضجين للعودة إلى تصويت أيديولوجي، يتعين على كتلة الوسط - اليسار الاكتفاء بالأحزاب الثلاثة التالية: يوجد مستقبل، وحزب العمل، وميرتس. لكن هذه الخلاصة لا يدركها بعض الأشخاص الذين لا يزالون يصرون على الاستمرار في طرح أحزاب شخصانية من الواضح أنها لن تعبر نسبة الحسم، وتعرّض للخطر أصواتاً غالية في معركة كل مقعد فيها يمكن أن يمنح نتنياهو الأغلبية المطلوبة له في حكومة الحصانات.
- بقي يومان على إغلاق القوائم للانتخابات في سنة 2021، ونأمل في هذا الوقت بأن يتعقل رون خولدائي وعوفر شيلح ويارون زليخا، وطبعاً بني غانتس، وألا ّ يعرّضوا هذه الكتلة للخطر.