شارك آلاف الإسرائيليين مساء أمس (السبت) في التظاهرة الأسبوعية التي تطالب باستقالة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بسبب تهم الفساد التي يواجهها، وذلك بالقرب من مقر إقامته في القدس. ونُظمت تظاهرات أصغر في ساحات وتقاطعات وجسور فوق طرق سريعة في مختلف أنحاء إسرائيل. ولم ترِد أنباء عن وقوع اشتباكات مع الشرطة في القدس مثلما حدث في بعض الأحيان.
وفي حولون [وسط إسرائيل] قام عدد من مناصري نتنياهو برش المتظاهرين برذاذ الفلفل، وهو ما أدى إلى إصابة عشرات الأشخاص. وقالت الشرطة أنها قامت باعتقال مشتبه به وهو شاب من سكان المدينة.
وينظم المتظاهرون احتجاجات منتظمة منذ شهور ضد نتنياهو مطالبين باستقالته بسبب محاكمته بتهم تلقّي الرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة. كما يحتج المتظاهرون على تعامل الحكومة مع أزمة فيروس كورونا.
من ناحية أُخرى زعمت تقارير بثتها قنوات التلفزة الإسرائيلية أول أمس (الجمعة) أنه تم نقل نتنياهو وزوجته سارة إلى غرفة آمنة في منزلهما في القدس، بعد أن قام مشتركون في التظاهرة الأسبوعية باختراق حاجز للشرطة خارج المنزل.
ووفقاً لهذه التقارير، تم نقل نتنياهو وزوجته وعدد من الموظفين إلى غرفة جانبية آمنة في مقر الإقامة الأسبوع الفائت، حيث انتظروا نحو 40 دقيقة إلى أن تأكد حراس رئيس الحكومة وأفراد من جهاز الأمن العام ["الشاباك"] أن الوضع آمن ويسمح بعودة نتنياهو إلى مواصلة عمله.
وأظهرت قنوات التلفزة صور ناشطين وهم يجتازون حاجزاً موقتاً ويركضون نحو 90 متراً قبل أن يصلوا إلى بوابة المنزل، حيث وقف معظمهم وردد هتافات، في حين اشتبك آخرون مع الشرطة التي حاولت إبعادهم.
ونقلت قنوات التلفزة عن مصادر أمنية رفيعة المستوى أن الشرطة اعتقلت 8 متظاهرين بعد تلك الاشتباكات، وأنه منذ ذلك الحين تم تعزيز الإجراءات الأمنية في محيط المنزل وإقامة سياج إضافي في موقع الاختراق.
ووقعت الحادثة يوم السبت 2 كانون الثاني/يناير الحالي لكنْ تم تسريبها إلى قنوات التلفزة وبثها في وقت واحد مساء أول أمس فيما اعتبره بعض المحللين محاولة من مساعدي نتنياهو لإيجاد أوجه شبه بين مناصرين للرئيس الأميركي دونالد ترامب قاموا باقتحام مبنى الكابيتول في واشنطن يوم الأربعاء الفائت والمتظاهرين المناهضين لنتنياهو في إسرائيل.
وقالت قناة التلفزة 13 نقلاً عن مصادر لم تذكر أسماءها أن حراس نتنياهو لم يقوموا إلا باتباع البروتوكول، وأن نتنياهو نفسه ظن أن الاحتياطات التي تم اتخاذها لم تكن ضرورية، لكنه تأثر عاطفياً بالحادثة.
وأصدرت حركتا "الرايات السوداء" و"كرايم مينستر" اللتان تتظاهران أسبوعياً ضد نتنياهو، بيانين نفتا فيهما المزاعم بأن ناشطيهما حاولوا اقتحام مقر إقامة رئيس الحكومة ووصفتا التقارير بأنها مجرد أكاذيب.