انشقاق الوزير زئيف إلكين عن الليكود يحمل نُذر بداية نهاية حكم نتنياهو
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

– الموقع الإلكتروني
المؤلف
  • في خريف 1942، في إثر الانتصار البريطاني في معركة العلمين، قال وينستون تشرتشل، معبود بنيامين نتنياهو، الكلمات الشهيرة التالية: "هذه ليست النهاية. ولا حتى بداية النهاية. لكنها ربما نهاية البداية". واليوم، بعد 78 سنة، يمكن برأيي وصف حكم نتنياهو بالكلمات ذاتها.
  • الخطوة الجسورة التي أقدم عليها جدعون ساعر، ثم الخطوة الأكثر جسارة التي أقدم عليها زئيف إلكين، تشكلان خطوتين مصيريتين في طريق إسرائيل الطويلة نحو نهاية عهد نتنياهو. الشخص الذي لم يتردد في الزج بإسرائيل في معركة انتخابية رابعة، من "غرفة قيادة الحرب" في "بلفور" [الشارع الذي يقع فيه مقر رئيس الحكومة الإسرائيلية في مدينة القدس] سوف ينهيها، على الأرجح كما يبدو، في حوض السباحة في قيسارية [المدينة التي يقع فيها منزل بنيامين نتنياهو الشخصي] لم يعد السؤال الآن "هل"، ولا حتى "كيف". السؤال الآن هو "متى" لا غير.
  • لستُ ممن يتنبؤون بالمستقبل، لكنني أعتقد بأنّ ثمة احتمالاً كبيراً لأن يحدث لدينا أمران مهمان، قريباً: 1. أن يبلغ حكم نتنياهو نهايته في الانتخابات القريبة؛ 2. أن تكون الطريق إلى هناك صعبة، باهظة الثمن، غرائزية، قبيحة وهدّامة، أكثر حتى من كل ما مرّ علينا خلال السنتين الأخيرتين. لم تكن مبالغ المراهنات أكثر من هذه في أي وقت مضى. نتنياهو يحارب الآن ليس للحفاظ على سلطته وحكمه فقط، وإنما من أجل حريته أيضاً. وفي هذه الحرب، كل الوسائل متاحة ومشروعة. الإغلاق الثالث، الذي يعتقد معظم خبراء وباء كورونا بأنه غير ضروري، بل زائد عن الحاجة ويحمل أضراراً جسيمة، وكذلك استمرار الفلتان الفوضوي في إدارة الاقتصاد، هما جزء واحد فقط من الثمن الباهظ جداً الذي تدفعه دولة إسرائيل الآن في المعركة التي يشنها نتنياهو على الوعي. وستستمر هذه المعركة، بقوة أكبر، حتى لحظة إغلاق صناديق الاقتراع. لماذا؟ لأن الجمهور في إسرائيل أشبه بشخص خضع لعملية قلع "ضرس العقل" قبل دقائق قليلة: الفعل نفسه قد تمّ ولا رجعة عنه. لكن حقنة التخدير لا تزال فعالة، ولهذا فهو لا يشعر بالألم بعد. لقد تحطم الاقتصاد الإسرائيلي بسبب الإدارة البيبيّة [نسبة إلى "بيبي" - بنيامين نتنياهو] والشعبوية الفاشلة لأزمة جائحة كورونا. إلاّ إن المدفوعات السخية لقاء "العطل بدون أجور" والهبات للمصالح التجارية تمنعنا من الشعور بالألم وبالنقص اللذين ينتظراننا، بكامل قوّتهما، في فترة ما بعد الانتخابات.
  • نتنياهو يرى أنه ملزم بأن يحرف أنظارنا وعقولنا عن الضرس المقلوع، مهما كلف الثمن، حتى الانتهاء من الانتخابات وإغلاق صناديق الاقتراع؛ ولا أحد يجيد القيام بهذا مثله أو أفضل منه. ولهذا من المتوقع أن يستمر مهرجان نعم للإغلاق ـ لا للإغلاق، نعم للتطعيم/ لا للتطعيم، ثم حملة التحريض، حتى موعد بدء محاكمته في كانون الثاني/يناير أو في شباط/فبراير. وهذه هي البداية فقط.
  • عليكم أن تشدوا أحزمة المقاعد، لأن العرض على وشك أن يبدأ. ها هو يبدأ، سيداتي وسادتي، الرجاء الانتباه. سيقفز الأرانب من قبّعة الساحر وتتراكض على المسرح إلى أن يبدأ فرز أصوات الناخبين.
  • لكنّ سعادة كبيرة، كما كتب يهودا عميحاي، تختبئ خلف هذا كله. كنتُ دائماً، وسأكون إلى الأبد، متفائلاً بلا قيود أو حدود. أؤمن بأن ثمة فترة جديدة أفضل، أفضل بكثير، بانتظارنا هنا بعد انتهاء هذا العرض المبهر، المذهل والقاسي الذي سنظل نشاهده حتى ما بعد الانتخابات القريبة.
  • ما الذي يجعلني واثقاً بهذا؟
  • أنا لستُ واثقاً على الإطلاق. هذا أولاً. وبالرغم من سلسلة الأخطاء الفظة والمستهجنة التي ارتكبها خلال الأسابيع الأخيرة، لا يزال نتنياهو هو السياسي الأكثر دهاءً والأكثر تجربة في الحلبة السياسية - الحزبية في إسرائيل وكل شيء ما زال وارداً وممكناً. وثانياً، ثمة إشارة مجرَّبة تلمِّح لي، ولنا جميعاً، بأن عهد نتنياهو على وشك الانتهاء. لهذه العلامة علاقة بالفئران لا بالأرانب. هذه الإشارة تدعى زئيف إلكين.
  • إلكين، في رأيي، هو سياسي مفوَّه، حكيم، متروٍّ، حازم ولا يترك أي أثر. حتى قبل أيام معدودة، كان صوتاً صافياً آخر في جوقة مرددي رسائل السلطان من "بلفور". وعلى عكس جدعون ساعر، الذي يتحدى نتنياهو من الداخل [من داخل "الليكود"] منذ بضع سنوات ولم يتردد في منافسته ودفع الثمن، فإن إلكين قد ربط مصيره بمصير الزعيم وقاعدته الشعبية. وها هو يخرج، فجأة على حين غرّة. أرأيتم؟ حسن أنكم رأيتم؛ لأن هذه هي الإشارة.
  • لا أعرف كيف يمكن أن أقول ما سأكتب هنا الآن بطريقة أكثر لُطفاً. ولهذا سأكتبه كما هو في الأصل. في رأيي، نحن موجودون الآن عشية الإبحار الأخير الذي ستنطلق فيه سفينة حُكم نتنياهو. والآن بالذات، قبل أن تنطلق في رحلتها، هذا ما يحصل أمام أعيننا: الفئران تهجر، على وجه السرعة، هذه السفينة الآيلة إلى الغرق والتي ستصبح غواصة.

 

 

المزيد ضمن العدد 3468