هل إسرائيل ستجد نفسها وحيدة في مواجهة إيران؟
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

  • اغتيال رأس مشروع السلاح النووي في إيران محسن فخري زاده، والعمليات التي سبقته ونُسبت إلى إسرائيل - تخريب منشأة تركيب أجهزة طرد مركزي متطورة في نتانز، واغتيال الرقم الثاني في القاعدة في طهران، والهجوم السيبراني ضد مرفأ بندر عباس - تثبت قدرة استخباراتية وعملانية عالية.
  • هذه الأمور إلى جانب اتفاقات التطبيع التي وُقعّت مؤخراً مع دول الخليج، تولد انطباعاً بأن ائتلافاً قوياً آخذاً في التشكل من دول مستعدة لمواجهة إيران معاً. لكن بالاستناد إلى مقال نشره هذا الأسبوع المعلق في صحيفة "النيويورك تايمز" توماس فريدمان، فإن الرئيس دونالد ترامب دفع من أجل توثيق العلاقات بين إسرائيل والدول الخليجية، وبيع سلاح متطور، كجزء من استراتيجيا تسعى إلى نقل العبء والمسؤولية الأمنية من أجل المواجهة مع إيران إلى دول المنطقة. لذلك أيضاً امتنع ترامب من الرد عندما أطلقت إيران صواريخ بحرية ومسيرات ضد المنشآت النفطية لشركة أرامكو في السعودية.
  • لكن سلوك دول الخليج القريبة من إيران يحركه الخوف منها، لذلك سارعت إلى ادانة اغتيال فخري زاده ونفت أي علاقة لها بالحادثة. في نظرها التهديد من إيران ازداد فقط في أعقاب اتفاقات السلام التي تجعلها أكثر تماهياً مع إسرائيل. في هذا السياق نُشر أن إيران حذرت مؤخراً الإماراتيين من أن أي هجوم أميركي ضدها سيؤدي إلى رد مباشر عليهم. لذلك حرصاً منها على عدم إغضاب إيران، تستمر دول الخليج في الأمل بأن يقوم طرف آخر في التعامل مع هذه المشكلة الملتهبة، وبما أنها تدرك أنه لا يمكن انتظار ذلك من الولايات المتحدة، فهي تأمل أن تقوم إسرائيل بالمهمة.
  • بخلاف التفكير بأن لإسرائيل حلفاء إقليميين في الصراع ضد إيران، الواقع على الأرض يمكن أن يصفعها وإسرائيل يمكن أن تبقى لوحدها ومن دون استعداد الولايات المتحدة لاستخدام مواردها العسكرية لدعم إسرائيل عندما سيكون عليها مواجهة التهديدات ضدها، لأن الدافع الأميركي لتقليص تدخلها العسكري سيبقى كبيراً أيضاً لدى الإدارة المقبلة.
  • في الخلفية يجب التشديد مجدداً على أنه رغم الشعور بالمعنويات العالية بعد سلسلة العمليات الأخيرة التي تعزز التقدير بتفوق المعارضين لإيران، لم تظهر في السنة الأخيرة تغيرات في التوجهات المركزية التي تميز النشاط الإيراني. على الرغم من الوضع الاقتصادي الصعب والمتفاقم بسبب وباء الكورونا، تواصل إيران مراكمة يورانيوم مخصب، وتخصيب اليورانيوم، والدفع قدماً بتشغيل أجهزة طرد متطورة. كل هذه الخطوات مجتمعة تقلص وقت الاختراق إلى القنبلة، إذا قررت إيران الذهاب إلى هذا الطريق. وهي أيضاً ما تزال مصرة على ترسيخ مواقعها في المنطقة، وخروج القوات الأميركية المتوقع من العراق سيساعدها في ذلك.
  • الخلاصة المترتّبة - من دون التوقف عند تداعيات الوضع السياسي في إسرائيل على قدرة جهوزية الجيش الإسرائيلي لمواجهة التحديدات التي يقف أمامها - هي أنه يجب على إسرائيل، على الرغم النجاحات المنسوبة إليها، أن تحدد مع دخول الإدارة الجديدة إلى البيت الأبيض (ومن الأفضل بصورة تنطوي على عدم الإحراج) السبل الصحيحة لضمان استمرار التعاون النوعي بين البلدين. من المعقول أن تكون واشنطن مستعدة للإصغاء، إذا كان تقدير الإدارة الأميركية أن إسرائيل تأتي إلى الحوار "بأيد نظيفة" ومن دون نية بالعمل من وراء ظهرها.
 

المزيد ضمن العدد 3454