حجم اليسار في إسرائيل: 0.7%
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف
  • هذا وجه الوسط - اليسار في إسرائيل: 0.7 % فقط من ناخبيه متأكدون من أنهم سيصوتون لصالح حزب يهودي - عربي. وقال 21% منهم أن هناك فرصة أن يفعلوا ذلك. مسؤول كبير في حركة ميرتس التي بادرت إلى إجراء الاستطلاع قال: "ليس لهذه الخطوة أي جدوى. هي جهد ضائع. هذه القصة أخذت حجماً غير مناسب." ("هآرتس" 2/12). النسبة الحقيقية لليسار في إسرائيل هي ما دون الواحد في المئة. لا يوجد في إسرائيل من يريد حزباً ديمقراطياً حقيقياً. إذا كانت حركة ميرتس، وهي الحزب اليساري الصهيوني الأخير، بحاجة إلى استطلاع لتعرف ما إذا كان عليها إقامة حزب ديمقراطي ومتساو، عندنا يسمونه حزباً يهودياً - عربياً، فإنها هي أيضاَ لم تعد حزباً يسارياً.
  • بذلك انتهى، على الأقل موقتاً، الوهم أنه يوجد في إسرائيل معسكر ديمقراطي أو معسكر سلام. كل ما بقي لنا معسكر يصرخ (فقط ليس بيبي) وحركة الاحتجاج مقابل مقر رئاسة الحكومة في شارع بلفور، التي ستحمل ذات يوم نفتالي بينت إلى ديوان رئاسة الحكومة. ارفعوا الرايات السود، وأحضروا الغواصات، اقرعوا الطبول - الثورة في الطريق.
  • في إسرائيل يوجد فقط أحزاب قومية شوﭭـينية. الديمقراطية في إسرائيل هي حزب يهودي، يهودي بالكامل وفقط يهودي، في دولة هي بوضوح ثنائية القومية. نحو ثلث رعاياها من دون أي حقوق، وخمس مواطنيها مبعدون عن أي حزب يهودي، أيضاً يسمون هذا ديمقراطية. في الماضي بعض الأحزاب تزينت بالكوفية للتموية، حالياً حتى ميرتس تخلت عنها في الانتخابات الأخيرة. في فريق كرة القدم بيتار المقدسي لن يلعب لاعب عربي مسلم خوفاً من غضب "الناس"، وفي معسكر الوسط - اليسار لن يكون هناك عضو كنيست عربي بسبب خوف الكثير من الناخبين اليهود الذين لا يريدون عربياً في حزبهم. فقط 7%، يفكرون بصورة مختلفة.
  • فرحت بنتائج الاستطلاع: لقد كشفت الحقيقة من دون تزويق. اليسار الإسرائيلي هو خدعة. يتبين أن ناخبي ميرتس هم أيضاً عنصريون مقنعون. هم أيضاً لا يريدون عرباً. إسرائيل تمتد بين اليمين واليمين المتطرف، ولا يوجد احتمال آخر. لا يوجد معقولية لحزب ديمقراطي في إسرائيل. سنبقى إلى الأبد مع رؤساء أركان سابقين كأمل وحيد لليسار، ومع خريطة سياسية صغيرة تمتد حدودها بين يائير لبيد وبنيامين نتنياهو وبين نفتالي بينت وبني غانتس، ومع يائير غولان كزعيم لليسار. ستحتاج إلى مجهر كي تجد الفوراق.
  • المسار الذي بدأته الصهيونية استكمل بنجاح أكبر مما تصوره آباؤها. دولة يهودية. كنيست يهودي مع 105 أعضاء، و15 آخرون مبعدون. الصهيونية حولت إسرائيل إلى دولة الحزب الواحد مثل الصين. مع إيديولوجيا واحدة مسموح بها هي الصهيونية. كلنا يهود حتى لو يكن هذا صحيحاً فعلا.
  • سنحتاج إلى سنوات من أجل كسر هذا النمط القومي الذي نرضعه مع حليب أمهاتنا. لكن يجب أن نبدأ. البداية ستكون متواضعة: حزب يساري يهودي - عربي من الضروري أن يترأسه عربي. سيكون هذا هو الرد على التشوه القومي في إسرائيل. القائمة المشتركة هي قصة نجاح، لكنها فشلت في جذب كثير من الناخبين اليهود. في واقع تحرص فيه كل الأحزاب الأُخرى على النقاء القومي اليهودي، ثمة حاجة إلى حزب يساري يتزعمه عربي ينتخبه يهود وعرب. هذا هو اليسار الوحيد الممكن في إسرائيل اليوم. سيكون صغيراً، لكنه سيكون موجوداً. سيعلن عن نفسه بكل فخر بأنه ليس صهيونياً، وسيشكل النواة لتحقيق الحلم بدولة واحدة ديمقراطية، تعتبرها أغلبية اليهود كابوساً، وأغلبية العرب حلماً كاذباً.
  • سيأتي يوم سنكون فيه بحاجة إلى حزب ديمقراطي وعلماني يساري قائم على المساواة، لا يحدده الانتماء القومي. مثل هذا الحزب سيكشف للمرة الأول الواقع: لسنا كلنا يهوداً، نحن نشكل بصعوبة النصف، ولم يكن لدينا أبداً حزب يساري.