الجيش الإسرائيلي عزز التنسيق مع الجيش الأميركي استعداداً لانتقام إيراني
تاريخ المقال
المصدر
هآرتس
من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
- أجرى ضباط كبار في الجيش الإسرائيلي محادثات تنسيق مع نظرائهم في القيادة المركزية للجيش الأميركي، لتعزيز التعاون بين الجيشين على خلفية احتمال حدوث انتقام إيراني. مسؤولون كبار في النظام الإيراني يهددون منذ يوم الجمعة الماضي بالرد على اغتيال العالم الإيراني محسن فخري زاده شرقي طهران. إيران تحمّل إسرائيل مسؤولية ما حدث. إسرائيل من جهتها لم ترد رسمياً على الادعاء، لكن مسؤولين كبار في إدارة ترامب أكدوا أمام وسائل إعلامية أميركية أن الموساد هو وراء العملية.
- كجزء من التنسيق مع الأميركيين جرى اتخاذ خطوات دفاعية مختلفة في مواجهة احتمال رد إيراني. من بين أمور أُخرى جرى تنسيق الإجراءات من أجل تشغيل مشترك لوسائل كشف وتحديد هوية إطلاق صواريخ على إسرائيل وعلى أهداف أميركية في الشرق الأوسط. الجيشان يتعاونان في هذا المجال في الأيام العادية أيضاً. الجيش الإسرائيلي أدخل تعديلات طفيفة على انتشاره الدفاعي منذ الاغتيال في إيران، لكن لم يتم تعبئة أي جنود احتياطيين كما لم يجر تعزيز كبير للقوات.
- تقدر المؤسسة الأمنية بمعقولية كبيرة أن رداً إيرانياً سيحدث كما يهدد زعماء النظام. من المحتمل حدوث مسعى للقيام برد كهذا في الشهر الحالي، للمحافظة على مسافة آمنة قبل موعد دخول الرئيس المنتخب جو بايدن إلى البيت الأبيض في 20 كانون الثاني/يناير.
- في الماضي حاول الإيرانيون في عدة مناسبات القيام بعملية انتقامية سريعة ضد إسرائيل معظمها لم ينجح. هذا ما حدث في أيار/مايو 2018 بعد سلسلة هجمات قام بها سلاح الجو الإسرائيلي ضد أهداف إيرانية في سورية، وعندما اعترضت بطاريات القبة الحديدية صواريخ أطلقتها ميليشيات شيعية في هضبة الجولان. في الأشهر الأخيرة أيضاً جرى إحباط محاولتين لزرع منطقة عبوات ناسفة بالقرب من الحدود مع سورية، قامت بها خلايا محلية يشغلها الحرس الثوري الإيراني في الجولان السوري.
- في السنوات الأخيرة نفذ الكثير من العمليات الأميركية والإسرائيلية ضد إيران في أنحاء الشرق الأوسط. في إطار المعركة بين الحروب هاجم الجيش الإسرائيلي مئات المرات في الساحة الشمالية وفي أحيان كثيرة ضرب جهد التمركز العسكري الإيراني في سورية وعمليات تهريب السلاح من إيران إلى حزب الله في لبنان. السنة الأخيرة كانت سنة كئيبة بالنسبة إلى إيران، مع اغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني في كانون الثاني/ يناير، والعالم فخري زاده في تشرين الثاني/نوفمبر. بالإضافة إلى التفجير في المنشأة النووية في نتانز.
- بحسب تقديرات في إسرائيل حزب الله غير معني أبداً بالتدخل في التصعيد العسكري في المنطقة حالياً وسيبذل كل ما في وسعه لرفض المساعي الإيرانية لضمه إلى خطوات انتقامية.
- ما يزال لدى الإيرانيين احتمالات متنوعة نسبياً للرد - من الأراضي العراقية أو من سورية، وربما أيضاً بواسطة المتمردين الحوثيين في اليمن، الذين في استطاعتهم تهديد التجارة البحرية مع إسرائيل عبر البحر الأحمر. خطر آخر يتعلق بمحاولات مهاجمة شخصيات إسرائيلية أو ممثليات إسرائيلية في الخارج. في أيلول/سبتمبر 2019 أظهرت إيران قدرة كبيرة على استخدام مسيّرات وصواريخ بحرية ضد منشأتي نفط في السعودية، تسببت بدمار كبير غير مسبوق.
الجيش الأميركي في ذروة عملية تقليص لقواته في الشرق الأوسط وجنوب آسيا، بتوجيهات من الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب. من أجل تأمين انسحاب القوات الأميركية من العراق ومن أفغانستان انتقلت إلى منطقة الخليج الفارسي حاملة طائرات وقاذفات حربية ضخمة. على ما يبدو الإيرانيون مضطرون للتفكير بخطواتهم جيداً، كي لا يتورطوا في مواجهة مباشرة مع الإدارة الأميركية المنتهية ولايتها.