إيران بين المطرقة والسندان
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

  • بناء على ردود الفعل في إيران، فإن اغتيال "أبو القنبلة الإيرانية" هو ثمرة تخطيط ورصد دقيقين للغاية، بصورة لم تترك مجالاً للخطأ. الانفجار الهائل الذي دمر سيارته على الطريق السريع المؤدي من مركز المدينة إلى إحدى الضواحي، جرى توقيته عن قصد بالقرب من إحدى دوائر المرور لإجبار السيارة على التخفيف من سرعتها. المهاجمون أمطروا السيارة بالرصاص ثم اختفوا.
  • مجموع التهديدات والوعود بالانتقام التي سُمعت من قادة النظام، آية الله خامنئي والرئيس روحاني، مروراً بكبار مسؤولي الحرس الثوري، وصولاً إلى قادة الجيش الإيراني، تدل قبل كل شيء عن مساهمة هذا الرجل الحيوية للدفع قدماً بالمشروع الإيراني، وبصواريخ إيران الباليستية. المعلقون الإيرانيون وصفوه بأنه ليس فقط أكبر العلماء، بعضهم سبق أن اغتيل، بل بصفته الشخص الذي كان المرشد والموجه الأساسي لهم.
  • القسَم على الانتقام يدل على الرغبة في التغطية على الإحراج الكبير الذي تسبب به الاغتيال لأجهزة الأمن في إيران، وهذه ليست المرة الأولى التي تظهر فيها عاجزة. لقد خصصوا له حماية مكثفة وحراساً، لأنه سبق أن تعرض لمحاولة اغتيال في الماضي. كما أن اسمه ذكره نتنياهو علناً لدى الكشف عن المشروع النووي، كما كان الاسم الوحيد الذي ظهر قبل 5 سنوات في تقارير الوكالة الدولية للطاقة النووية، وعلى الرغم من هذا كله- فإنهم لم ينجحوا في حمايته. في إصرارهم على الرد على اغتيال فخري زادة، الإيرانيون مضطرون إلى مواجهة ثلاث معضلات - ضد من يجب أن يتحركوا. النظام الإيراني ليس بحاجة إلى تقرير "النيويورك تايمز" لاتهام إسرائيل بالمسؤولية المباشرة عن الاغتيال، لكن يبدو أنه يجد صعوبة حتى اللحظة في تقديم أدلة قاطعة على ذلك.
  • علاوة على ذلك، التقدير في طهران هو أن إسرائيل لم تعمل وحدها، وأن لها شركاء في العملية. ثمة شك مثلاً في أن يكون مجاهدو خلق متورطين في المؤامرة، وقبل أسابيع معدودة اعتبروا في مؤتمر صحافي فخري زادة هدفاً أساسياً. أصابع الاتهام موجهة أيضاً نحو ولي العهد السعودي الذي يدفع أموالاً للمعارضة في إيران، وفقط قبل أيام معدودة اجتمع بنتنياهو. في طهران يعتقدون أيضاً أن الرئيس ترامب كان له دور، بعد أن اضطر بضغط من مستشاريه إلى التخلي عن مهاجمة منشآت نووية.
  • هنا تبرز المعضلة الثانية: كيف سيردون؟ من خلال محاولة مهاجمة سفارات إسرائيلية؟ إطلاق صواريخ من هضبة الجولان؟ ضرب منشآت نفطية في السعودية؟ وربما التحرك ضد الأسطول الأميركي في الخليج الفارسي؟
  • يوصلنا ذلك إلى المعضلة الثالثة. ماذا سيحدث إذا تسبب الرد على الاغتيال بتصعيد في المنطقة  لا ترغب فيه إيران، في الأساس في هذا الوقت مع تبدل الإدارة في الولايات المتحدة. الخوف الأكبر في طهران هو أن يطلق رد عسكري - ولو محدود - يد إسرائيل والولايات المتحدة للقيام بالهجوم الذي اضطرتا إلى وضعه على الرف.
  • بسبب هذه المعضلات الثلاث تنصح أطراف ذات وزن داخل إيران وخارجها متخذي القرارات في طهران بـ"التفكير ملياً" وضبط النفس حتى دخول الإدارة الجديدة في واشنطن. وهم يدّعون أن هذا سيسهل على الرئيس بايدن العودة إلى الاتفاق النووي في وقت يبحث الإيرانيون عن بديل من العالِم الكبير الذي اغتيل، ويواصلون سعيهم للوصول إلى القنبلة.