أكد رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي الجنرال أفيف كوخافي أن الجيش سيستمر في العمل بكل القوة المطلوبة ضد التموضع العسكري الإيراني في سورية ومن أجل الحفاظ على جهوزية كاملة ضد أي محاولة عدوانية تستهدف أمن إسرائيل وسكانها.
وجاءت أقوال كوخافي هذه خلال جولة تفقدية قام بها أمس (الأحد) على فرقة "الجولان" العسكرية في منطقة الحدود مع سورية في هضبة الجولان، وذلك على خلفية عملية اغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زادة يوم الجمعة الفائت.
وأجرى كوخافي تقييماً عاماً للوضع الأمني بمشاركة قائد المنطقة العسكرية الشمالية وقائد فرقة "الجولان" وقادة عسكريين آخرين. بالإضافة إلى ذلك قام بجولة ميدانية للاطلاع على جهوزية الجيش الإسرائيلي حيال كافة السيناريوهات في منطقة الحدود مع سورية، وقال في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام: "جئت إلى هنا لأتابع عن كثب آخر مستجدات الوضع الأمني، ولا سيما فيما يتعلق بالتموضع العسكري الإيراني في سورية، وبهدف توجيه الشكر والتقدير إلى كل من ساهم واشترك في النشاط المركز والناجح في كشف حقل العبوات الناسفة قبل عشرة أيام بالقرب من منطقة الحدود، والذي أدى إلى قيامنا بتوجيه ضربة عسكرية ضد مواقع إيرانية وسورية على حد سواء."
من ناحية أُخرى نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أمس عن مسؤول أمني إسرائيلي رفيع المستوى وصفته بأنه أدى دوراً كبيراً في عمليات تعقّب العالِم الإيراني المذكور على مدى السنوات الماضية، قوله إن إسرائيل تواصل العمل ضد البرنامج النووي الإيراني وفقاً لما تقتضيه الضرورة.
وأضاف هذا المسؤول أن أطماع إيران النووية التي دفع فخري زادة بها قدماً أوجدت نوعاً من التهديد، وأكد أنه يجب على دول العالم أجمع أن تشكر إسرائيل على ما قامت به من أجل إزالة هذا التهديد.
واتخذت إسرائيل منذ يوم الجمعة الفائت إجراءات واسعة في سفاراتها في العالم بعد اغتيال فخري زادة واحتمال قيام إيران بعملية انتقام.
وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني وجّه صباح أول أمس (السبت) التهمة رسمياً إلى إسرائيل باغتيال فخري زادة، واعتبر اغتياله بمثابة خسارة فادحة، وأكد أن إيران ستثأر لمقتله في الوقت المناسب.
ونقلت قناة التلفزة الإسرائيلية 12 عن مصدر استخباراتي غربي رفيع المستوى قوله إن اغتيال فخري زادة هو فرصة أخيرة قبل دخول جو بايدن إلى البيت الأبيض والعودة إلى الاتفاق النووي الذي يمنح الإيرانيين حصانة. وأضاف المصدر نفسه أن القضاء على فخري زادة هو تتويج لخطة إسرائيل الاستراتيجية الطويلة الأمد، الرامية إلى تخريب البرنامج النووي الإيراني.
كما نقلت قناة التلفزة نفسها عن مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى رفض الكشف عن هويته قوله إن من دون فخري زادة سيكون من الصعب للغاية على إيران أن تتقدم في برنامجها النووي العسكري.
واغتيل العالِم النووي الإيراني محسن فخري زادة يوم الجمعة الفائت بتفجير وإطلاق نار على سيارته في إحدى ضواحي طهران. واتهم مسؤولون إيرانيون إسرائيل بالوقوف وراء الاغتيال، بينما توعّد الحرس الثوري الإيراني برد قاس.
وأفادت صحيفة "نيويورك تايمز"، نقلاً عن ثلاثة مسؤولين استخباراتيين لم تذكر أسماءهم، أن إسرائيل هي المسؤولة عن اغتيال فخري زادة، وأشاروا إلى أن إسرائيل ومسؤولي استخبارات غربية سبقوا أن حددوه باعتباره الشخصية الرئيسية في برنامج التسلح النووي الإيراني.
وأضافت الصحيفة الأميركية أنه لم يتضح بعد مدى معرفة واشنطن بعملية الاغتيال، لكنها في الوقت عينه أشارت إلى أن إسرائيل والولايات المتحدة تعملان معاً عن كثب بشأن كل القضايا المتعلقة بإيران.
وامتنعت إسرائيل من التعليق على الفور على عملية الاغتيال. وبحسب قناة التلفزة 12، لم يكن فخري زادة أب البرنامج النووي الإيراني فحسب، بل أيضاً كان مصمماً على ضمان تسليم القنبلة النووية لنظام آيات الله، وخبيراً في الصواريخ البالستية، وشارك عن كثب في تطوير الصواريخ الإيرانية.
ويأتي اغتيال فخري زادة قبل أقل من شهرين من تولي جو بايدن منصبه كرئيس للولايات المتحدة. وكان بايدن قد وعد بالعودة إلى الدبلوماسية مع إيران بعد أربع سنوات شهدت سياسة صارمة في عهد الرئيس دونالد ترامب الذي انسحب من الاتفاق النووي المبرَم مع إيران سنة 2015، وبدأ بإعادة فرض عقوبات شديدة على طهران.
واكتفى ترامب يوم الجمعة بإعادة نشر تغريدة كتبها محلل الشؤون الأمنية الإسرائيلية يوسي ميلمان بشأن عملية الاغتيال في حسابه الخاص على موقع "تويتر"، واصفاً إياها بأنها تشكّل ضربة نفسية ومهنية كبيرة لإيران.
وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أكد سنة 2018 أن فخري زادة واصل قيادة جهود إيران من أجل التزود بأسلحة نووية على الرغم من الاتفاق النووي الذي تم التوصل إليه سنة 2015 ويهدف إلى منع طهران من تصنيع مثل هذه الأسلحة.