ترامب بحث إمكان مهاجمة إيران قبل نهاية ولايته، لكن مستشاريه نهوه عن القيام بذلك
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

ذكرت صحيفة "النيويورك تايمز"، نقلاً عن مصادر أميركية رفيعة المستوى، أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب سأل كبار مستشاريه  يوم الخميس الماضي عن إمكان مهاجمة المنشأة النووية المركزية في إيران في الأسابيع المقبلة. حدث ذلك خلال اجتماع عُقد في القاعة البيضاوية في البيت الأبيض، بعد أيام من صدور تقارير عن المراقبين في الأمم المتحدة  تحدثت عن زيادة كبيرة في كميات اليورانيوم المخصب التي تحتفظ بها إيران. مجموعة المستشارين نهت الرئيس عن القيام بعملية عسكرية. من بين هؤلاء نائب الرئيس مايك بنس، ووزير الخارجية مايك بومبيو، ووزير الدفاع الجديد كريستوفر ميلر، ورئيس أركان الجيش الأميركي الجنرال مارك ميلي. كلهم حذّروا الرئيس من أن مهاجمة المنشآت النووية في طهران يمكن أن تؤدي بسرعة إلى مواجهة واسعة النطاق في الأسابيع الأخيرة لولايته.

على ما يبدو العملية التي كان يجري التخطيط لها كانت تستهدف منشأة نتانز، وستُنفَّذ بواسطة صواريخ، أو بواسطة هجوم سيبراني. وبالاستناد إلى تقرير "النيويورك تايمز"، بعد أن أظهر المسؤولون الأميركيون الكبار المخاطر المحتملة لأي تصعيد عسكري غادروا الاجتماع مع انطباع بأن هجوماً صاروخياً ضد إيران لم يعد مطروحاً على الطاولة. لكن مصادر أميركية قالت إن ترامب لا يزال يفحص إمكان المسّ بأرصدة تعود إلى حلفاء طهران، مثل الميليشيات في العراق.

في الأسبوع الماضي أعرب مسؤولون كبار في وزارة الدفاع الأميركية عن خشيتهم من أن يأمر ترامب بالقيام بعملية عسكرية في الأيام الأخيرة له في البيت الأبيض. وفي رأيهم، الهجوم سيوجَّه ضد إيران، أو أحد خصوم الولايات المتحدة الأُخرى.

بالإضافة إلى ذلك، أشارت المصادر التي تحدثت مع الصحيفة إلى أن وزير الخارجية بومبيو يتابع ما يجري في العراق عن كثب، خوفاً من أن تقوم إيران، أو أحد وكلائها في دولة مجاورة، بمهاجمة جنود أو دبلوماسيين أميركيين موجودين في العراق، وذلك قبيل حلول الذكرى الأولى لاغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني في 3 كانون الثاني/يناير الماضي.

ويُعتبر بومبيو  من أكثر المؤيدين من بين مستشاري الرئيس ترامب لتقييد الخطوات ضد إيران في نهاية ولاية ترامب. وكان قد أوضح مؤخراً أن مقتل مواطن أميركي هو خط أحمر يمكن أن يؤدي إلى رد عسكري.  واحتمال حدوث  ذلك على أراضي العراق يمكن أن يزيد من التوترات مع بغداد ورئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي، حتى لو كانت الميليشيات الشيعية الموالية لإيران هي المسؤولة عن الحادث.