بايدن لن يعطل البنية التحتية للسلام التي أرساها ترامب
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف
  • إذا كان أبناء طائفة الأميش [طائفة مسيحية تعيش في عزلة عن نمط العيش المعاصر] شعروا بالخوف من صعود الديمقراطيين إلى السلطة في الولايات المتحدة إلى حد أنهم أسرعوا بعرباتهم التي تجرها الخيول للاقتراع لمصلحة ترامب، فإن هذا أيضاً كان حال إسرائيل. لأن الديمقراطيين في صيغتهم الحالية كحزب تقوده نخبة تريد أن تقول للجميع ما يمكن فعله وما لا يمكن، هو حزب مخيف قليلاً.
  • لكن من بين الأمور التي حدثت في العقد الأخير هو أن إسرائيل لم تعد في المكان الذي كانت فيه في أيام أوباما، وبالتأكيد لم تعد في منظومة علاقات قائمة على التبعية كما كانت في الفترة التي جرت خلالها بلورة العلاقات الإسرائيلية - الأميركية.
  • صعود إدارة ديمقراطية في واشنطن معناه قبل كل شيء، زيادة الفرص والمخاوف من عدم الاستقرار في الشرق الأوسط. إدارة ترامب، بتعاون وثيق مع حكومة إسرائيل، أنشأت منظومة استقرار، إسرائيل هي المحور الأساسي والمهم فيها. لأول مرة تؤدي إسرائيل دور عامل الاستقرار وصانع للسلام في هذه المنطقة المشتعلة. الأطراف التي تبتهج حالياً بصعود بايدن وهبوط ترامب هي بالذات التي كانت مضطرة للاحتماء. إنها الآن تأمل بأن تحصل على المزيد من حرية العمل: "حماس"، حزب الله، والفلسطينيون.
  • يمكن التقدير أن منظومة الاستقرار التي نشأت في أيام ترامب مع اتفاقات السلام الأخيرة، أمر لن يتنازل عنه بايدن بسهولة، فقط لأن بعض المحترفين المخضرمين في الشرق الأوسط لا يحبون إسرائيل ويحبون الفلسطينيين والإيرانيين.
  • على عكس كراهية ترامب من جانب الديمقراطيين، هم يحصلون منه على إرث جيد في الشرق الأوسط - أكثر بكثير من عدم الاستقرار والتوسع الإمبريالي لإيران وداعش، اللذين ورثهما ترامب من أوباما.
  • تُسمع في القدس مخاوف بشأن كل طاقم الرئيس الأميركي المنتخَب، كأنهم سيأتون إلى واشنطن بهدف الانتقام من إسرائيل ومن نتنياهو.
  • ثمة شك في تحقُّق هذه المخاوف. قبل كل شيء بسبب فشل المحترفين الديمقراطيين طوال فترة أوباما وكلينتون، ولأنهم في فترة ترامب لم يكن لهم علاقة بالحكم الإسرائيلي. ونظراً إلى وجود أغلبية من الجمهوريين في مجلس الشيوخ، سيكون لدى بايدن سبب وجيه كي يدير ظهره لرجال السياسة الخارجية في حزبه.
  • هناك احتمال معقول أن يتولى الوظائف التي تتطلب مصادقة من قبل مجلس الشيوخ أشخاص يوافق عليهم الجمهوريون أيضاً، ومن أجل إشاعة مناخ بين الحزبين الكبيرين، يُعيَّن في مناصب رفيعة شخصيات تتماهى مع الجمهوريين. من الصعب مثلاً رؤية سوزان رايس [مستشارة الأمن القومي خلال السنوات 2013-2017] تعود إلى منصب رفيع، لأنها تُعتبر غير صالحة في نظر الجمهوريين في مجلس الشيوخ، والثنائي بايدن ومكونيل [رئيس الأغلبية من الجمهوريين في مجلس الشيوخ] سيديران الأمور، كما يحاول بيبي وغانتس أن يفعلا ذلك هنا.
  • يصل بايدن للتفاوض مع الإيرانيين على القاعدة القوية التي أنشأها ترامب، ولدى رئيس الحكومة [نتنياهو] إمكانيات أيضاً لإقناعه باتجاهات معينة. إذا كانت القيادة الأمنية في إسرائيل تعتقد أن هناك أهدافاً لها علاقة بالمشروع النووي الإيراني يجب تدميرها، ينبغي استغلال فرصة الشهرين ونصف الشهر المقبلة. وفقط بسبب صعود بايدن يزداد خطر اندلاع الاشتباكات.
  • بخلاف الماضي، ليس هناك سبب لرئيس الحكومة وطاقمه للإسراع في طلب تحديد اجتماع في واشنطن. من جهة أُخرى، يجب الامتناع من خطوات استفزازية في أراضي الضفة الغربية. لأنه عندما سيأتي "الخبراء" لمحاولة الدفع قدماً بعملية سياسية، يمكن أن نوضح لهم أن هناك ما يمكن الحديث عنه، بشرط ألّا يكون هناك اقتلاع لمستوطنات، وتبقى السيطرة الأمنية الحصرية بين نهر الأردن والبحر في يد إسرائيل.

  

 

المزيد ضمن العدد 3436