إذا أصبح بايدن الرئيس، سيضطر نتنياهو إلى مواجهة أعراض ما بعد ترامب
تاريخ المقال
المصدر
هآرتس
من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
- وقف جو بايدن في الليلة السابقة بتوقيت ولاية ديلاور أمام الكاميرات. "لم آت كي أعلن فوزي" قال، "أريد أن يفرزوا كل الأصوات، حتى البطاقة الأخيرة." على الرغم من كل أكوام الوحل التي أُلقيت عليه في الحملة الانتخابية، وعلى الرغم من كل الإهانات والشتائم، كان رسميا،ً نبيلاً، متصالحاً ومحتضناً. في ذلك الوقت بدا كأنه رئيس. طبّق على نفسه قواعد سلوك ساكني البيت الأبيض - ماقبل الحالي- التي حافظوا عليها وقدسوها.
- كل إسرائيلي، أو إسرائيلية، لم يُصب بفيروس الترامبية، أو بطفرة البيبية [نسبة إلى بيبي نتنياهو]، نظر إليه بعيون طال انتظارها بلا أمل. غارقون حتى رؤوسهم في سموم البلفورية [نسبة إلى مقر رئيس الحكومة في شارع بلفور] والليكودية، ومسمّمين بغازات الانقسام والشيطنة والتحريض، كثيرون نسوا متى رئيس حكومة إسرائيل تحدث معهم مثل "النعسان جو بايدن".
- على افتراض أن بايدن هو الرئيس، هذه هي النقاط الأساسية التي ستسيطر على جدول الأعمال في الجبهة الإسرائيلية – الأميركية:
- عودة الموضوع الإيراني. يمكن الافتراض أن بايدن سيطلب العودة إلى الاتفاق. جهات سياسية في القدس تأمل على الأقل بأن يصر على إدخال تعديلات إلى بنود مركزية، مثل الرقابة، أو وقت انتهاء الاتفاق.
- القيادة الفلسطينية ستحظى بالعودة إلى واشنطن، وإلى البيت الأبيض ووزارة الخارجية. ممثلية منظمة التحرير ستُفتح من جديد، وموفدون أميركيون سيأتون إلى رام الله.
- سيضطر نتنياهو إلى المرور في مرحلة تكيّف غير سهلة، مثل "ما بعد كوفيد". إنما بالمقلوب، ما بعد ترامب. ليس من المتوقع حدوث اشتباك جبهوي بين نتنياهو وبايدن. فهما يُعتبران صديقين جيدين. معرفتهما ببعضهما البعض تعود إلى أكثر من ثلاثة عقود. لا وجود لأي عداء معه مثل الذي كان موجوداً مع أوباما، أو مع بيل وهيلاري كلينتون. لكن بايدن والحزب الديمقراطي لم ينسيا تسلُّل رئيس الحكومة إلى الكونغرس، من وراء ظهر الرئيس، عشية الانتخابات في سنة 2015، وسيذكرانه بما يود لو ينسوه.
- فترة التكيف ستكون صعبة من نواحٍ أُخرى: زعماء العالم الذين جاؤوا إليه كي يتوسط لهم لدى ترامب "صديقه العزيز"، سينتظرون ليروا كيف ستتطور شبكة العلاقات الجديدة. القوة الهائلة والنادرة التي بناها نتنياهو لنفسه في السنوات الأربع الأخيرة اعتمدت في الأساس على درجة الحميمية بينه وبين ترامب. مع بايدن هذا انتهى.
- البيت الأبيض لن يعود البيت الثاني للسفير رون دريمر. السفير الجديد في إسرائيل لن يكون مستوطناً مسيانياً في روحه، مثل ديفيد فريدمان. من حظ نتنياهو أنه لم يضم مناطق [محتلة]، كما سمحت له صفقة القرن. فهو بذلك وفّر على نفسه مواجهة مرة مع الإدارة الجديدة. عبارة "الضم لا يزال على الطاولة" لن تُذكر بعد الآن.
- تبقى مسألة الانتخابات التي يبدو أنها تؤثر فينا. خوض معركة انتخابية في إسرائيل مع ترامب كانت ستثمر لرئيس الحكومة زيارات أسبوعية في واشنطن وحفلات توقيع مع دول إسلامية أو خليجية أُخرى. مع بايدن هذا لن يحدث. الزعماء العرب سينتظرون ليروا ماذا سيحدث على الجبهة الأميركية- الإيرانية. والاتفاقات ستوضع في الأدراج.
- نتنياهو يواجه إخفاقاً -معالجة الكورونا. الورقة القوية لديه كانت سياسية. في "مباراة انتخابية أُخرى" سيلعب مع فريق مختلف، وهو ما يزال قوياً في هذا المجال. لكن عليه أن ينسى أنه سيحصل على هدايا أُخرى في حملتة الانتخابية، وعليه أن يكتفي بما لديه.