نتنياهو في جلسة الكنيست التي صادقت على اتفاق السلام مع الإمارات: السلام الحقيقي لن يتحقق إلّا من موقع القوة وإسرائيل أصبحت قوة عظمى
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

صادق الكنيست الإسرائيلي الليلة الماضية بأغلبية كبيرة على اتفاق السلام بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة. وأيّد الاتفاق 80 عضو كنيست وعارضه 13 عضواً من القائمة المشتركة، وذلك في إثر أكثر من ثماني ساعات من النقاش وقيام أكثر من 100 عضو كنيست بإلقاء كلمات خلال الجلسة.

وألقى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في مستهل الجلسة كلمة وصف فيها اتفاق التطبيع مع الإمارات العربية المتحدة بأنه السلام الدافئ الذي جاء وسط تحوّل نموذجي في الطريقة التي تنظر بها دول الشرق الأوسط إلى إسرائيل، وأشار إلى أن النقطة التي أحدثت التغيير هي كفاح هذه الأخيرة ضد الاتفاق النووي مع إيران.

وأكد نتنياهو أن "اتفاق أبراهام" مع الإمارات لا يحتوي على أي ملحق سري أو أجندات خفية، رافضاً الانتقادات التي نددت بالاتفاق بسبب التقارير التي أفادت بأن إسرائيل وافقت ضمنياً على بيع أسلحة متطورة إلى الإمارات.

وعرض نتنياهو سعي حكومته للسلام على مدى العقد الفائت، ودعا الفلسطينيين ولبنان إلى التفاوض على اتفاقات مع دولة إسرائيل، وتوقّع أن تحذو دول عربية وإسلامية أُخرى حذو الإمارات والبحرين في تطبيع العلاقات.

وقال نتنياهو: "منذ بداية الصهيونية حملنا في يد واحدة سلاحاً للدفاع عن أنفسنا واليد الأُخرى كانت ممدودة إلى كل مَن يريد السلام. يقولون إن السلام يُصنع مع الأعداء، هذا غير صحيح. يتم صنع السلام مع أولئك الذين توقفوا عن كونهم أعداء. يتم صنع السلام مع أولئك الذين يرغبون في السلام والذين لم يعودوا ملتزمين بالقضاء عليك."

وأشار رئيس الحكومة إلى بدء مفاوضات الحدود البحرية مع لبنان أول أمس (الأربعاء)، وأعرب عن أمله بأن تؤدي هذه المحادثات غير المباشرة في المستقبل إلى تطبيع كامل مع هذا البلد أيضاً. وأضاف: "لطالما اعتقدت أن السلام الحقيقي لن يتحقق إلّا من موقع القوة وليس الضعف. القوي يحظى بالاحترام، والتحالفات تُقام مع الأقوياء، بينما يتم الدوس على الضعيف. إسرائيل أصبحت قوة عظمى في مجالات التكنولوجيا والاستخبارات، وهذا حوّلها إلى قوة دبلوماسية أيضاً. إسرائيل تحت قيادتي لا تميل إلى القيام بانسحابات خطرة أو الانطواء أو التهدئة التي تقرّب الحرب بدلاً من إبعادها."

وأكد نتنياهو أن الاتفاق مع الإمارات يختلف عن معاهدتيْ السلام اللتين أبرمتهما إسرائيل مع مصر والأردن من حيث أنه لا يتطلب من إسرائيل التخلي عن أي أرض، وقال: "إنه سلام دافئ بين الشعوب. إسرائيل التي كان يُنظر إليها على مدى عقود بأنها عدو، يُنظر إليها اليوم بأنها حليف قوي وحتى أساسي. إنه أمر لا يصدق أنه يوجد هنا في الكنيست الإسرائيلي بعض الذين سيصوتون ضد السلام [في إشارة إلى أعضاء الكنيست من القائمة المشتركة]. أولئك الذين يتواجدون ظاهرياً في معسكر السلام يعارضون السلام. أنتم لا تريدون سلاماً حقيقياً، بل تريدون مظهر السلام الذي تختفي فيه إسرائيل تدريجياً."

وأعرب نتنياهو عن أمله بأن يتخلى الفلسطينيون في يوم من الأيام عن رغبتهم في تدمير إسرائيل وعدم الاعتراف بها كدولة قومية للشعب اليهودي، وأكد أنه يتوقع أن يأتي هذا اليوم أيضاً.

وألقى زعيم المعارضة ورئيس تحالف "يوجد مستقبل- تلم" عضو الكنيست يائير لبيد كلمة أكد فيها أن اتفاق السلام مع الإمارات ممتاز لكن ليس من شأنه أن يقلل من الإخفاقات الأُخرى للحكومة ورئيسها.

وخاطب لبيد نتنياهو قائلاً: "إنه اتفاق جيد وإنجاز حقيقي، لكنك بموازاة ذلك فشلت تماماً في كل ما يتعلق بالعلاقة مع الحزب الديمقراطي والجالية اليهودية في الولايات المتحدة، وفشلت تماماً في إدارة الأزمة الصحية والأزمة الاقتصادية تحت وطأة فيروس كورونا. فشلت لأنك فرضت إغلاقاً غير ضروري لأسباب سياسية. وفشلت لأنه لا توجد ميزانية عامة. وفشلت عندما أقمت حكومة من 36 وزيراً غير قادرة على إنجاز أي شيء."

وختم لبيد: "إن الاتفاق مع الإمارات هو إنجاز حقيقي، لكننا نعيش هنا وليس في الخليج. حان الوقت لزعيم يحقق السلام هنا بين الإسرائيليين. يا رئيس الحكومة حان وقت الرحيل."

 

المزيد ضمن العدد 3421