المحادثات مع لبنان بحاجة إلى صمت إعلامي كي تنتهي بنجاح
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

  • هذا الأسبوع ستبدأ المحادثات بين إسرائيل ولبنان بوساطة من الولايات المتحدة لترسيم الحدود البحرية بينهما. ديفيد شينكر، مساعد وزير الخارجية الأميركي، قال إن الأمر استغرق ثلاث سنوات للتوصل إلى الاختراق واتفاق الإطار. الحاجة إلى ثلاث سنوات لم تكن لأن الطرفين لم يريدا التوصل إلى تسوية، بل بسبب التفصيلات الصغيرة التي عرقلته. الآن أيضاً يرسل الطرفان رسائل كثيرة متناقضة بسبب هذه التفصيلات.
  • نموذج بارز من ذلك كان كلام نبيه بري رئيس المجلس النيابي الذي قاد المحادثات مع الأميركيين، ومفاده أن ترسيم الحدود البحرية والبرية سيجريان في آن معاً. أي أنه يطالب أيضاً بمحادثات بشأن الحدود البرية، وفق مطالبة حزب الله.
  • إسرائيل، من جهتها، تركز فقط على ترسيم حدود المنطقة الاقتصادية البحرية. بالنسبة إليها جرى ترسيم الحدود البرية من جانب الأمم المتحدة، لذلك هي تسكت على الموضوع. تصريحات علنية من جانبنا فقط ستحرج الجانب اللبناني، وتحشره وتدفعه إلى وضع عراقيل ستؤثر سلباً في المحادثات. إسرائيل ولبنان والولايات المتحدة يعلمون جيداً ما هي طبيعة المحادثات. المطلوب أن ندخل في مرحلة صمت إعلامي وتصريحي، لإعطاء فرصة حقيقية للنجاح وإنهاء القضية.
  • هذا الأسبوع ستجتمع الأطراف في منشأة تابعة للأمم المتحدة في البلدة اللبنانية الناقورة، بحضور ممثل للأمم المتحدة. هذه المنشأة أعرفها وقضيت فيها ساعات طويلة في أعقاب عملية عناقيد الغضب. إذا أراد المجتمعون عدم الإفصاح عمّا يدور بين جدرانها، في استطاعة الأطراف أن يفعلوا ذلك بسهولة. عليهم أن يعملوا بصمت من دون تسريبات وتسريبات مضادة. وسيكون من الحكمة من جانبنا إذ بادرنا إلى اقتراح التزام قاعدة الصمت.
  • بالاستناد إلى التقارير، المحادثات بشأن الحدود البرية، إذا حدثت، ستجري بين ثلاثة أطراف: إسرائيل، ولبنان، واليونيفيل، بينما النقاشات بشأن الحدود البحرية ستجري برعاية الأمم المتحدة، وبوساطة أميركية فعالة. في الجانب اللبناني، انتقلت القيادة إلى يدي الرئيس اللبناني ميشال عون، المسؤول عن توقيع الاتفاقات مع الدول الأجنبية.
  • الاتفاق لا علاقة له بتطبيع العلاقات بين إسرائيل ولبنان. هو أيضاً لن يوقف العقوبات الأميركية ضد حزب الله. هكذا نحن أمام كل الشروط الملائمة لإنجاح المحادثات وترسيم حدود المنطقة الاقتصادية البحرية الخالصة، الذي سيصب في مصلحة لبنان وإسرائيل معاً. دعونا لا نعرقل ذلك من خلال تصريحات وحماسة غير ضروريين. هذا هو وقت الدبلوماسية الصامتة، وهي سر النجاح.