تخوف من محاولة إحباط الاتفاق بين إسرائيل والإمارات من قبل إيران
المصدر
مركز القدس للشؤون العامة والسياسة

تأسس المعهد في سنة 1976، وهو متخصص في الدراسات السياسية والدبلوماسية والاستراتيجية. يترأس المعهد، حالياً، السفير الإسرائيلي السابق في الأمم المتحدة دوري غولد. ينشر المركز مقالات يومية يمكن الاطلاع عليها باللغتين العبرية والإنكليزية على موقعه الإلكتروني. كما تصدر عنه سلسلة من الكتب، ويمتاز بمواقفه التي تتماهى مع اليمين في إسرائيل.

  • تُجري أجهزة الاستخبارات في الولايات المتحدة وإسرائيل والإمارات مشاورات وتبادُل للمعلومات الاستخباراتية قبل حفل توقيع اتفاق التطبيع بين إسرائيل والإمارات في 15 أيلول/سبتمبر في البيت الأبيض.
  • جهات أمنية في إسرائيل تقول إن "محور الشر" برئاسة إيران يبلور في الأيام الأخيرة استراتيجيا جديدة ضد عملية التطبيع مع إسرائيل التي تبادر إليها الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وفي هذا السياق يجب رؤية لقاء زعيم "حماس" إسماعيل هنية في بيروت مع زعيم حزب الله حسن نصر الله.
  • إسماعيل هنية ظهر في مقابلة في 6 أيلول/سبتمبر أجرتها معه قناة "المنار"، القناة الإعلامية الرسمية لحزب الله، قال فيها إن "الإمارات ستعاني كثيراً جرّاء اتفاق التطبيع مع إسرائيل." وأضاف أنه تحدث عن هذا الموضوع مع حسن نصر الله، "وأنه في مواجهة صفقة القرن، والمستوطنات، والتطبيع، لا مفر من وجود استراتيجيا لمواجهة هذا الواقع من خلال الوحدة الوطنية."
  • التوتر بين إيران والإمارات ازداد في أعقاب إعلان اتفاق التطبيع مع إسرائيل، فالإيرانيون يعتبرون الاتفاق تهديداً مباشراً لأمنهم القومي وينوون تخريبه. تقول أطراف في الخليج إن دولة الإمارات حاولت أن توضح لإيران بوسائل متعددة أن الاتفاق ليس موجهاً ضدها، وأن ما جرى هو "قرار مستقل لدولة ذات سيادة"، لكن ما أخرج الإيرانيين عن طورهم كان تصريح وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الذي قال فيه: "إسرائيل ودولة الإمارات العربية المتحدة توصلتا إلى الاتفاق على حلف ضد إيران، من أجل الدفاع عن المصالح الأميركية في الشرق الأوسط."
  • الإيرانيون كانوا على علم، وتابعوا طوال سنوات العلاقات السرية بين إسرائيل ودولة الإمارات، لكن في موازاة ذلك حافظوا على علاقاتهم بأبو ظبي، وهم يتخوفون اليوم من أن يكون اتفاق التطبيع الدعامة الأولى لإقامة حلف سياسي - عسكري ضدهم بين دول الخليج بدعم أميركي - إسرائيلي. هم يعلمون بأن المعركة خاسرة وأن الإمارات اتخذت قراراً استراتيجياً بإقامة علاقات سلام علنية مع إسرائيل، لكن مع ذلك يحاولون تهديدها.
  • لهذا نشرت إيران تحذيراً علنياً جاء فيه: "كل هجوم إسرائيلي يحدث في منطقة الخليج سيُدخل دولة الإمارات في حلقة رد إيراني." التخوف الفوري لإيران هو من أن تقيم إسرائيل سراً قاعدة عسكرية أو منشأة لجمع معلومات استخباراتية في الإمارات، من أجل التخطيط مستقبلاً لمواجهة عسكرية مع إيران، وهم يعتبرون ذلك تهديداً استراتيجياً مباشراً لإيران.

ما المتوقع أن تفعل إيران؟

  • المرشد الروحي الأعلى في إيران، علي خامنئي، وصف اتفاق التطبيع بين الإمارات وإسرائيل بـ"الخيانة الكبرى"، وأمر بإعداد سلسلة خطوات ضد الإمارات. تعتبر إيران الحرب ضد هذا الاتفاق استمراراً مباشراً لحربها ضد إسرائيل، وهي حالياً ليس لديها رغبة في مهاجمة إسرائيل قبل الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة على الرغم من أن إسرائيل تهاجم باستمرار أهدافاً إيرانية في سورية، ولكن، بحسب جهات في الخليج، هي تخطط للعمل ضد الإمارات.
  • الاقتصاد الإيراني في وضع صعب للغاية بسبب العقوبات الأميركية، ووباء الكورونا ينتشر في البلد، لكن قيادة آيات الله مصرّة على الاستمرار في سياسة التوسع العدوانية على الرغم من وجود علاقات تجارية وثيقة مع الإمارات، وفي الأشهر الأخيرة، قبل إعلان اتفاق التطبيع، طرأ تحسن على العلاقات بين الدولتين.
  • معقولية أن تبادر إيران إلى عمل عسكري ضد أهداف في دولة الإمارات تبدو حالياً ضئيلة. التقدير لدى عناصر استخباراتية غربية أن إيران ستحاول القيام بموجة هجمات إرهابية داخل الإمارات، من دون توقيع، كما فعلت خلال سنوات كثيرة في البحرين، حيث توجد أغلبية شيعية. والتقدير أن الأهداف المفضلة لها ستكون ضرب منشآت سياحية، ومراكز تجارية كبيرة مع تفضيل كبير للسياح الإسرائيليين، وشحنات تجارية من إسرائيل، ومكاتب إسرائيلية، وكُنس يهودية.
  • مثل هذه الهجمات يمكن أن يخرّب بشدة اتفاق التطبيع والنشاطات الاقتصادية والتجارية في الإمارات، ويردع دولاً عربية وإسلامية أخرى عن الانضمام إلى العملية التاريخية التي بدأت في الشرق الأوسط. لدى الإمارات أجهزة أمنية فعالة للغاية، لكنها ليست قادرة على ضمان الأمن مئة في المئة، لأن للإيرانيين "خلايا نائمة" يمكن أن يستخدمونها بصورة مفاجئة.
  • في نظر الإيرانيين الإمارات هي "الحلقة الأضعف" بين دول الخليج. وهي لا تستطيع الاعتماد على الولايات المتحدة كي تهب لمساعدتها في حال حدوث هجوم إيراني، قبل الانتخابات الرئاسية، وأيضاً السعوديون لن يهبّوا إلى مساعدتها، وخصوصاً بعد الهجوم الإيراني الناجع على المنشآت النفطية لشركة "أرامكو" في السعودية بواسطة صواريخ ومسيّرات مفخخة.
  • تملك الإمارات قدرات عسكرية ضعيفة مقارنة بالقدرات العسكرية الإيرانية، وهي لن تخاطر بمواجهة عسكرية مع إيران، وستضطر في هذه المرحلة إلى أن تواجه وحدها الخطر الإيراني، وإلى التشديد حالياً على مجال الحرب ضد الإرهاب، ويبدو أن الإيرانيين ينوون العمل على هذا الصعيد في المدى الزمني القريب.