الضم رحل، الفلسطينيون بقوا
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

المؤلف
  • اتفاق التطبيع الذي تبلور مع دولة الإمارات العربية المتحدة هو بشرى كبيرة لإسرائيل، وللمنطقة، وللولايات المتحدة ولمصالحها في المنطقة. ولا يقل أهمية (على الأقل حتى الآن) عن موت خطة الضم الخطرة من طرف واحد، وحسناً فعل رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو عندما اختار مسار السلام. مع ذلك يجب الحد من الاحتفال بتأجيل الضم. ففي نهاية الأمر الضم كأمر قانوني رافقنا فقط في السنة الأخيرة، وكان نوعاً من تهديد جرى إدخاله إلى خريطة المسارات الإقليمية، وإخراجه لن يجعل الوضع أفضل مما كان عليه قبل عام، قبل كل شيء بالنسبة إلى مستقبل العلاقات بين إسرائيل والفلسطينيين.
  • هذه هي أيضاً الرسالة التي تأتي حالياً من جهة الحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة الذي لم يألُ ممثلوه وزعماؤه جهداً في انتقاد الضم وتداعياته. هم يدركون أن الضم لم يعد مطروحاً، وبقينا مع واقع كئيب لاستمرار محاولة اليمين الإسرائيلي فرض حقائق على الأرض، وخصوصاً في كل ما له علاقة بمستقبل المنطقة ج.
  • في آذار/مارس الماضي توجه أكثر من 60 عضو كونغرس ديمقراطي إلى وزير الخارجية مايك بومبيو، طالبين منه منع إسرائيل من استخدام عتاد أميركي وأموال المساعدة الأمنية من أجل الدفع قدماً بالهدم المنهجي للمنازل في المنطقة ج، وفي القدس الشرقية.
  • التغيير الذي طرأ على مَن يُعتبرون أنهم من أفضل أصدقاء إسرائيل في الكونغرس يجب أن يدق ناقوس الخطر لدى متخذي القرارات في الدولة. ليس صدفة أن تتضمن كل الردود التي صدرت عن الحزب الديمقراطي بعد الاتفاق مع الإمارات أيضاً الدعوة إلى استئناف المحاولات للتوصل إلى حل دبلوماسي مع الفلسطينيين. وكان لافتاً الهجوم في رد عضو الكونغرس اليهودي من ميشيغان أندي ليفين الذي كتب: "الآن حان الوقت لإنهاء الاحتلال".
  • ليفين ليس الوحيد، وعضو الكونغرس براد شيرمان، الذي هو صديق كبير لإسرائيل وأحد المرشحين لرئاسة لجنة الخارجية في مجلس النواب، قال مؤخراً إنه سيقف ضد إسرائيل إذا استخدمت أموال المساعدة "للتخطيط وبناء منشآت دائمة في الضفة الغربية أو في غزة".
  • هذه التصريحات مهمة، لأنها لا تأتي من الأجزاء الأكثر نقداً لإسرائيل في الحزب الديمقراطي. على العكس، شيرمان هو من أعمدة الحزب الديمقراطي، يهودي، تعاون طوال سنوات بصورة واسعة مع أيباك. وعندما يقول إنه سيعارض استخدام أموال المساعدة من أجل ما هو فعلياً محاولة فرض وقائع على الأرض، يجب أن نستمع إليه.
  • الضم كان الشعار الذي ناضل ضده الحزب الديمقراطي في الأشهر الأخيرة، لكن من الخطأ الاعتقاد أنه يكفي إزالة تهديد الضم القانوني للحصول على تأييد من دون تحفظ من الحزب الذي لديه فرصة معقولة للسيطرة بعد بضعة أشهر على البيت الأبيض، وعلى الكونغرس ومجلس النواب.
  • الحزب الديمقراطي أصبح ليس فقط أكثر تنوعاً وتعدداً في كل ما له علاقة بآراء مؤيديه وناخبيه، بل بات أكثر حدة في مطالباته من إسرائيل. لا كلام ضعيف بعد اليوم عن "الدولتين" مع الوقوف إلى يمين حكومة إسرائيل تقريباً في كل موضوع، بل سياسة مؤيدة لإسرائيل لا تخاف من انتقاد سياسة توسيع المستوطنات، وهدم المنازل واستمرار المحاولة حتى الآن في الدفع بالضم الزاحف بواسطة السماح لليهود بالبناء وهدم منازل الفلسطينيين.
  • الضم القانوني رحل، لكن الضم كأمر واقع باق، وهو سيستمر كحجر الرحى على رقبة إسرائيل مع الحزب الديمقراطي الذي أصبح أقل تسامحاً مع السياسة الإسرائيلية في الضفة الغربية.