روسيا تقيم قوة عسكرية موالية لها في جنوب سورية
المصدر
مركز القدس للشؤون العامة والسياسة

تأسس المعهد في سنة 1976، وهو متخصص في الدراسات السياسية والدبلوماسية والاستراتيجية. يترأس المعهد، حالياً، السفير الإسرائيلي السابق في الأمم المتحدة دوري غولد. ينشر المركز مقالات يومية يمكن الاطلاع عليها باللغتين العبرية والإنكليزية على موقعه الإلكتروني. كما تصدر عنه سلسلة من الكتب، ويمتاز بمواقفه التي تتماهى مع اليمين في إسرائيل.

  • الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ليس راضياً عن التمركز العسكري لإيران في سورية، وعن جهودها للسيطرة على الموارد الطبيعية في سورية. يرى بوتين في النشاط الإيراني الذي يهدف، من بين أمور أُخرى، إلى فتح جبهة جديدة ضد إسرائيل في هضبة الجولان السوري، خطراً كبيراً على الاستقرار الذي تعمل روسيا على ترسيخه في سورية مع انتهاء الحرب الأهلية السورية في معظم أجزاء الدولة، كي تستطيع المساعدة في إعادة الإعمار، وقطف ثمار استثمارها في سورية في السنوات الأخيرة.
  • إحدى الجبهات التي تقلق الرئيس بوتين كثيراً هي جنوب سورية، وخصوصاً الجولان الذي أقام فيه حزب الله بمساعدة عسكرية من سورية وإيران بنية تحتية عملانية واستخباراتية لمهاجمة إسرائيل، وهذه المنطقة يمكن أن تؤدي إلى اشتباك عسكري كبير مع إسرائيل.
  • في سنة 2018 أقام الروس قوة عسكرية سُميت "الفيلق الخامس" انضم إليه متمردون ضد نظام بشار الأسد، والآن يقيم الروس اللواء الثامن الذي سيلتحق بهذا الفيلق، وسيضم بضعة آلاف من المقاتلين.
  • قبل بضعة أيام انتهت دورة تدريب شملت عدة مئات من المقاتلين في اللواء الثامن في بلدة بصرى الشام في منطقة درعا جنوب سورية. المئات الذين شاركوا في الدورة هتفوا ضد نظام بشار الأسد، ورفعوا لافتة كُتب عليها: "سورية ملك لأهلها، وهي ليست مزرعة لأحد".
  • يترأس اللواء الثامن أحمد العودة، أحد كبار قادة "الفيلق الخامس" الذي أعلن إقامة "الجيش الموحد"، أو باسمه الثاني "جيش حوران".

من هو أحمد العودة؟

  • ولد أحمد العودة في بلدة بصرى الشام وبدأ حياته كمقاتل في صفوف المتمردين ضمن تنظيم "جبهة النصرة"، لكنه انشق عنها. في سنة 2013 حظيت القوة العسكرية التي أنشأها بدعم من الولايات المتحدة، وفرنسا، وبريطانيا والأردن، وجزء من دول الخليج. في سنة 2017 وصل إلى حضن الروس، وفي سنة 2018 انضم إلى "الفيلق الخامس" الخاضع مباشرة للجيش الروسي، وهكذا حصل على قيادة المنطقة الجنوبية.
  • في 23 تموز/يوليو أعلن أحمد العودة أن منطقة حوران "ستصبح كياناً عسكرياً واحداً سيكون قوياً، ليس فقط للدفاع عن حوران بل أيضاً للدفاع عن كل أجزاء سورية." بالاستناد إلى مصادر سورية، هو يحاول منذ فترة طويلة تجنيد شبان من المنطقة في صفوفه لا يريدون التجند في جيش بشار الأسد ويتمردون ضد نظامه.
  • سيتأسس "الجيش الموحد" الذي يقيمه الروس على متمردين ضد النظام السوري، لديهم مصلحة في المحافظة على الهدوء والاستقرار في الجولان السوري من دون مواجهات مع إسرائيل.
  • مقاتلو اللواء الثامن لا يخافون من الدخول في مواجهات مع جنود الجيش السوري في المنطقة، وهم يحاولون زيادة سيطرتهم على الأرض، وفي 9 تموز/يوليو ضرب جنود اللواء بقوة جنوداً سوريين على حاجز عسكري في بلدة بصرى الحرير في منطقة درعا.
  • مؤخراً ازداد غضب جنود "الفيلق الخامس" ضد النظام السوري وإيران، فقد قُتل 10 جنود من الفيلق في انفجار باص كان ينقل 40 جندياً من اللاذقية إلى درعا، ويتهم الفيلق الخامس سورية وحزب الله بأنهما وراء الحادثة.
  • يسيطر اللواء الثامن على بلدة درعا ويوسع شيئاً فشيئاً تخوم سيطرته على مناطق أُخرى في الجنوب.
  • ما يجري هو تطور إيجابي بالنسبة إلى إسرائيل يمكن أن يساعدها في إحباط نشاطات إيران وحزب الله في الجولان السوري، أغلبية الأطراف التي تعيش في المنطقة، وفي الأساس الدروز، تريد العيش بسلام بعد صدمة الحرب الأهلية، وهي لا تريد تدخّل الإيرانيين وحزب الله في حياتها. ويوجد بين إسرائيل وروسيا حوار سياسي وعسكري وللدولتين مصلحة في المحافظة على الهدوء في جنوب سورية وعدم التسبب بتصعيد عسكري.
  • إذا أقيم "جيش حوران" فعلاً، فهو يمكن أن يشكل قوة تُستخدم لإحباط نوايا إيران وحزب الله فتح جبهة جديدة ضد إسرائيل من هضبة الجولان.
  • الرئيس بوتين لا ينفر من استخدام أي وسيلة من أجل تعزيز تأثيره في سورية، وهو لا يريد العمل حالياً لتغيير الرئيس بشار الأسد الذي منحه شرعية قانونية للبقاء مع قواته العسكرية في سورية كـ"ضيف" على النظام، لكنه من ناحية أُخرى، يتخوف كثيراً من التمركز الإيراني العسكري والمدني في سورية، بموافقة الرئيس الأسد، والذي يهدد نفوذ ومصالح الروس في سورية.
  • مع ذلك يتعين على إسرائيل ألّا تتدخل من خلال وحدات استخباراتها فيما يجري في المنطقة، ويجب عليها أن تترك الروس يقومون بالعمل، هدف الروس هو تحقيق هدوء واستقرار في المنطقة ويشكل هذا أيضاً مصلحة إسرائيلية.