الحرب الآن
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف
  • الحروب ربما لا تقع في الصيف، لكن يتضح أن الدعوة إليها تزدهر في أيام الحر. على هذه الخلفية يزداد عدد المعلقين والصحافيين الذين يدعون إسرائيل إلى توجيه ضربة استباقية إلى أي هدف. سواء أكان المقصود الانتشار العسكري الإيراني في سورية، أو "مشروع الصواريخ الدقيقة" لحزب الله، أو بحجة الرد الإسرائيلي على محاولة هجوم. يدعو أصحاب هذا الرأي إلى "تغيير قواعد اللعبة". مؤيدو ما يمكن تسميته الحركة الفكرية لـ"الحرب الآن" يقدمون حججاً عقلانية ظاهرياً، تستند إلى الكتب الكلاسيكية في العلوم الأمنية، وتعتمد على ضرورة ترميم الردع وإحباط الحصول على قدرات عسكرية متطورة.
  • لسوء الحظ، حملة "الحرب الآن" هي في الأساس نوع من علاقات عامة خطرة لثلاثة أسباب: أولاً، منذ حرب لبنان الثانية، وفي الأساس منذ اغتيال عماد مغنية والحرب الأهلية في سورية، غيرت إسرائيل بصورة مطلقة "قواعد اللعبة" في مواجهة حزب الله وإيران. وعلى ما يبدو سمح المزج بين تحسن جوهري في التغلغل والتغطية الاستخباراتية، وبين تعاون دولي واسع النطاق، بإحباط أغلبية الهجمات الخارجية لحزب الله، وبالضغط المستمر منذ أكثر من عشر سنوات على كامل الجبهة الشمالية. كما في "نادي معركة" أيضاً تحقق "المعركة بين الحروب" نجاحاً فقط إذا لم يتحدثوا عنها. "هامش الإنكار" كما يسميه الجيش الإسرائيلي يسمح للخصوم بامتصاص الضربة والمحافظة على كراماتهم. الصرخات التي أُطلقت على خلفية تمكُّن خلية تابعة لحزب الله من الفرار إلى الأراضي اللبنانية تتجاهل الخلاصة التي كانت لمصلحة إسرائيل.
  • ثانياً، مواجهة مع حزب الله ستشمل سقوط آلاف الصواريخ يومياً على كل أراضي إسرائيل. بناء على ذلك، ننصح أعضاء "الحرب الآن" بالعودة إلى قراءة التقارير والمقالات والكتب التي عالجت إخفاقات حرب لبنان الثانية، ومقارنتها بمواجهة إسرائيل لوباء الكورونا. عدم تخطيط طويل الأمد، وغياب عمل طاقم للتنسيق بين الجهات والوزارات، ضعف جوهري في وزارات الدولة الأمنية والمدنية وغيرها، هو مرض مزمن ظهر في سنة 2006 ولم نجد علاجاً له حتى الآن. مواجهة مع حزب الله ستؤدي إلى أن تبدو أزمة الكورونا كنزلة برد خفيفة.
  • ثالثاً، يدّعي كثير من الكتاب أن الجيش فشل في حرب لبنان الثانية فقط بسبب تردد السياسيين، وأنه أيضاً حقق ردعاً ثابتاً. هناك مَن يضيف على ذلك أن على إسرائيل ألّا تخاف من حزب الله (وبصورة غير مباشرة من إيران)، لأن الجيش الإسرائيلي يتفوق على خصمه في كل المجالات.
  • للأسف الشديد، الإخفاق الإسرائيلي ناجم في الأساس عن عدم وجود عتاد وتدريبات، وعن الضعف والافتقار إلى المهنية في مجمل درجات القيادة. وعلى الرغم من حملة "إعادة بناء سلاح البر"، الجيش الإسرائيلي في سنة 2020، هو في الأساس نسخة محسنة من الجيش في سنة 2006 - سلاح جو أكبر واستخبارات أكبر وسلاح دقيق أكبر. وهذا ليس بالضرورة كافياً في مواجهة قوات عسكرية كبيرة مسلحة جيداً ولديها خبرة حزب الله القتالية المدعومة بقوة نارية كثيفة موجهة إلى الجبهة الداخلية الإسرائيلية.
  • الكارثة في بيروت لا تعطي فقط الطرفين فترة موقتة لوقف التصعيد الخطر، بل هي أيضاً مرآة تُظهر لدعاة الحرب ماذا ينتظر الجبهة الداخلية الإسرائيلية. ومَن يدعو إلى الحرب يتعين عليه أولاً التأكد من أن المجتمع، وبعد ذلك الجيش، قادران على مواجهة هذه التحديات.