الاحتجاج ضد نتنياهو: خمس مؤشرات يجب أن تُقلق مؤيدي رئيس الحكومة
تاريخ المقال
المصدر
هآرتس
من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
- مظاهر العنف الذي مارسه نشطاء من اليمين ضد متظاهرين يساريين عند مقر رئاسة الحكومة وتقاطعات الطرق - والتي ازدادت في الأيام الأخيرة - هي بمعانٍ كثيرة تعبير عن الإحباط الشديد في أوساط اليمين المتشدد إزاء نجاح الاحتجاج ضد نتنياهو. هم أيضاً يدركون أن المتظاهرين هنا كي يبقوا، وفي غياب قوة في الشارع، هم يتوجهون نحو العنف. ومع أن النجاح السياسي للاحتجاج ليس مضموناً بعد، ومن الواضح أن مخاوفهم مبررة؛ هناك عدد غير قليل من المؤشرات في موجة الاحتجاج التي تجتاح وسط القدس في الأسبوعين الأخيرين يجب أن تثير قلق مؤيدي نتنياهو.
اليافطات
- في تظاهرة الأمس (السبت) حمل المتظاهرون مئات الأنواع من اليافطات المكتوبة بخط اليد، مكتوبة في المنزل. جزء منهم تقريباً تحريضي "أيضاً موسوليني، تشاوشيسكو، والقذافي رفضوا الاستقالة؛ وجزء منها صبياني، وجزء منها معقّد، "الأفضل فولدمورت" [شخصية خيالية في مسلسل أفلام هاري بوتر]؛ أو سياسية: "لم تكن هنا ديمقراطية أبداً". يافطات بالعبرية والعربية والإنكليزية. أيضاً في تظاهرة اليمين الصغيرة كان هناك يافطات، لكنها كلها طُبعت في مطبعة. وإذا كانت اليافطات المكتوبة بخط اليد دليلاً على الصدقية، فإن الاحتجاج ضد نتنياهو هو احتجاج صادق أصيل وينمو من الأسفل.
الأعداد
- في الأسبوعين الماضيين، منذ بدء التظاهرات، ارتفع عدد المتظاهرين في ساحة باريس من 1000 ليصل إلى نحو 10 آلاف متظاهر مع انتهاء يوم السبت. الأهم من ذلك، يجب فحص أعداد الشباب، أو لمزيد من الدقة، عدد المتظاهرين الذين جاؤوا إلى المكان، وهم يعلمون أن من الممكن اعتقالهم. في الواحدة ليلاً بعد انتهاء يوم السبت جلس مئات الشبان على الطريق، بدأ حرس الحدود وعناصر مكافحة الشغب بسحبهم وجر الموقوفين. كلهم على ما يبدو أخذوا في حسابهم إمكان اعتقالهم وتعاملوا مع ذلك برباطة جأش وحتى بسرور. في تظاهرة يوم الخميس اعتُقل 55 متظاهراً، وفي الأمس اعتُقل 15 فقط، لكن هذا لم يحدث لأن المتظاهرين لم يكونوا مستعدين للاعتقال. يبدو أن الشرطة فهمت، وهي محقة، أن الاعتقالات تؤجج الاحتجاج فقط. "كل شخص يُعتقل يحمل معه 20 متظاهراً جديداً إلى التظاهرة المقبلة"، قال أحد قادة التظاهرات.
المكان
- على هامش التظاهرتين الأخيرتين، تدافع نشطاء التنظيم العنصري لا - فاميليا، بحثاً عن ضحايا سهلة وسط العائدين من التظاهرة. هم هاجموا، وشتموا وأصابوا بجروح طفيفة عدداً من المتظاهرين. كان يمكن أن يُسمع أنهم محبطون من كون التظاهرات الكبيرة ضد نتنياهو تجري في القدس: "اخرجوا من مدينتنا"، "عودوا إلى تل أبيب"، صرخوا. هناك دلالة على أن هذا الاحتجاج لا يجري في ساحة رابين، بل في ساحة باريس - وهذا يتطلب جهداً أكبر من جهة المتظاهرين، ويعرقل بصورة كبيرة الحياة في حي رئيس الحكومة. في هذه الأثناء امتدت التظاهرات إلى قيسارية وعشرات المواقع الأُخرى في شتى أنحاء البلد، واستعداد نشطاء في أماكن كثيرة للتجند في الاحتجاج، من المفروض أن يثير قلق نتنياهو.
النفَس الطويل
- التظاهرات عند مقر رئاسة الحكومة استمرت ساعات طويلة، لكن زخمها لم يضعف ولا لحظة. مَن كان هناك ورأى المتظاهرين وتحدث معهم يعرف أن في قلوبهم غضباً حقيقياً وإحباطاً عميقاً. النواة الرئيسية للنشطاء شباب في الثلاثينيات لم يؤسسوا عائلة، والجزء الأكبر منهم من دون عمل - وهذا ما يجعلهم أكثر إصراراً من المتظاهر الإسرائيلي العادي.
ضعف اليمين
- من الواضح أن نتنياهو لا يزال يتمتع بدعم شعبي واسع، كما يظهر في استطلاعات الرأي، لكن مؤيديه يفضلون لسبب ما البقاء في المنزل. يوم الخميس أعلن الليكود التعبئة تحت عنوان "بنيامين نتنياهو لن تكون أبداً لوحدك". هذا المسعى انتهى بنحو 200 متظاهر، وربما أقل. أغلبيتهم بالغون نشطاء معروفون من فرع الليكود في القدس. في مقابلهم وقف نحو 5000 شخص. هنا وهناك شوهد أشخاص يعتمرون "كيباه" [طاقية للرأس]، وبعض الحريديم الذين جاؤوا للتعبير عن تعاطفهم. الوقت سيحسم هل هؤلاء يشكلون خروجاً عن القاعدة أو تباشير تغيّر أولى.
- على الرغم من ذلك، فإن نجاح الاحتجاج ليس مضموناً. لم ينجح أحد حتى الآن في وضع الآلية السياسية التي تترجم عرض القوة في الشارع إلى حد طرد نتنياهو من منزل رئيس الحكومة. سنوات من التلاعب، ومن الأخبار الملفقة، والتحريض ضد اليسار فعلت فعلها. المنظومة السياسية تبدو منقطعة عمّا يجري في شوارع القدس، ونتنياهو نفسه لا يبدو متأثراً بما يجري تحت نافذته. المتظاهرون من جهتهم يواصلون تحطيم رؤوسهم على السور الذي يرفض أن يتصدع.