الهجوم في دمشق: في انتظار رد الأخطبوط الإيراني
تاريخ المقال
المصدر
- ذكرت وسائل الإعلام الأجنبية أكثر من مرة أن إسرائيل، كما يبدو، هي التي تقف وراء سلسلة الحوادث الغامضة التي وقعت في الأسابيع الأخيرة وتسببت بسلسلة انفجارات وحرائق وأضرار في منشآت استراتيجية حساسة في شتى أنحاء إيران، وعلى رأسها الانفجار في موقع المشروع النووي في نتانز.
- ليست وسائل الإعلام الغربية وحدها التي نسبت هذه الحوادث إلى إسرائيل، وإذا كانت الجمهورية الإسلامية امتنعت في البداية من توجيه أصبع الاتهام نحو إسرائيل، فإنه بعد الانفجار في نتانز، الذي، في رأي كل الخبراء في المجال، تسبب بتأخير كبير في تقدم إيران نحو قدرة نووية عسكريـة، بدأ كبار المسؤولين في الجيش الإيراني والحرس الثوري بإرسال تهديدات مبطنة إلى إسرائيل، وحذّروا من أنه إذا تبين أن إسرائيل وحلفاءها هم وراء الانفجارات الغامضة التي وقعت في منشآت استراتيجية حساسة، فإن نظام آيات الله سيدفّعهم الثمن، بالتعاون مع حزب الله والميليشيات الموالية لإيران، والمنتشرة في سورية ولبنان والعراق، ودول أُخرى في الشرق الأوسط غارقة في فوضى داخلية.
- الافتراض لدى أغلبية عناصر أجهزة الاستخبارات في إسرائيل، وأيضاً مصادر استخباراتية رفيعة المستوى في دول عربية صديقة، هو أن إيران سترد على سلسلة الحوادث الأخيرة التي حدثت أو نُفذت على أراضيها، والتي لم تتسبب فقط بأضرار كبيرة لتلك المنشآت الحساسة، بل أيضاً زرعت البلبلة، وفي الأساس أحرجت رؤساء النظام في إيران وكبار مسؤولي الحرس الثوري.
- لكن في رأي هذه المصادر الاستخباراتية، سيكون الرد بواسطة تنظيمات الطرف الثالث، حزب الله والميليشيات التي تعمل في سورية وفي لبنان أيضاً. وفي الواقع، في موازاة الأحداث التي وقعت في إيران مؤخراً، كثرت التقارير في وسائل الإعلام العربية عن قطار جوي من طائرات مدنية إيرانية مليئة بالصواريخ الدقيقة، ووسائل قتال متقدمة وذخيرة خرجت من طهران ووصلت إلى مطار دمشق الدولي، ومن هناك انتقلت إلى مخازن حزب الله والقوات الموالية لإيران.
- وبالصدفة أو ليس بالصدفة، نشرت تقارير صباح يوم الاثنين عن وصول طائرة إيرانية حطت في مطار دمشق وبعد ساعات من ذلك غادرت قافلة شاحنات مليئة بوسائل قتال متطورة في طريقها جنوباً إلى مناطق واقعة تحت سيطرة حزب الله. وبالاستناد إلى عدة تقارير في وسائل إعلامية عربية وأجنبية ومجموعة أفلام وصور نُشرت على وسائل التواصل، وقع عدد من الهجمات بواسطة صواريخ أرض - أرض وهجمات لطائرات حربية من الجو.
- الأهداف التي هوجمت هي وسائل القتال التي يرسلها الأخطبوط الإيراني، وذلك في عملية جراحية مدهشة بعثت برسالة واضحة إلى إيران وعملائها بأن من لا يخاف من العمل في طهران والتسبب بأضرر جسيمة لمنشآت استراتيجية حساسة، لن يسمح بالتأكيد بتسلُّح وتعاظُم قوات موالية لإيران موجودة على بعد عشرات الأمتار من حدودنا الشمالية.