الأزمة الاقتصادية والاجتماعية الناجمة عن تفشي فيروس كورونا أدت إلى أزمة ثقة حادة بين الجمهور الإسرائيلي العريض ومنتخبيه في الحكومة والكنيست
تاريخ المقال
المصدر
- لا شك في أن الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي انفجرت منذ تفشي فيروس كورونا أدت إلى أزمة ثقة حادة بين الجمهور الإسرائيلي العريض ومنتخبيه. ولم يعد الإسرائيليون، في معظمهم، يثقون بمنتخبيهم الذين يجلسون في الكنيست.
- بالإضافة إلى ذلك، يمكن ملاحظة أن ثقة الجمهور العريض بوزارتي الصحة والمال تعرضت للاهتزاز في الأشهر القليلة الفائتة. وفي ضوء ذلك، تتصاعد يوماً بعد يوم الأصوات التي تطلب بإلقاء مهمات إدارة أزمة فيروس كورونا على عاتق الجيش الإسرائيلي والمؤسسة الأمنية، وهما الهيئتان اللتان ما زالتا تحظيان بنسبة ثقة عالية ضمن مؤشر ثقة الإسرائيليين بالمؤسسات العامة.
- لا بد أيضاً من ملاحظة أن التظاهرات التي جرت في الآونة الأخيرة ومشاهد العنف والغضب التي تخللتها، إلى جانب العدد الكبير لحالات الإصابة بالفيروس، هما بمثابة نذير بأزمة آخذة في التفاقم بين الجمهور العريض في إسرائيل وقيادة الدولة. ونظراً إلى حقيقة أن إدارة الأزمة لا تجري وفقاً لتوقعات هذا الجمهور، فقد نشأت بين الجانبين تصدعات عميقة وحادة تتسبب بتعاظم الشعور بالإهمال والتخلي عن المسؤولية من طرف القيادة في أوساط الجمهور.
- من الملاحظ أن نسبة الأجيال الشابة في أوساط المحتجين وخائبي الأمل مرتفعة جداً. وتبلغ نسبة طالبي العمل في أوساط الشبان أكثر من 50%، وفقط خُمس منهم أفادوا بأنهم عادوا إلى أعمالهم. وكلما استمر هذا الاتجاه، من المتوقع أن يتعمق الصدع وتتفاقم مشاعر الغضب وانعدام الثقة بالحكومة وأعضاء الكنيست. كذلك من المتوقع أن تتصاعد أيضاً مشاعر الخوف وعدم اليقين. في الوقت عينه كلما استمر الذين جرى انتخابهم في بث إشارات إلى عجز وعدم سيطرة على الوضع، وكلما استمروا في إصدار تعليمات مبهمة، بدلاً من إصدار أوامر واضحة ومنظمة، وفي الانشغال بأمور هامشية غير مرتبطة مباشرة بأزمة كورونا وتداعياتها، من المتوقع أن تتعمق الأزمة الاقتصادية وتتصاعد معها مشاعر عدم الثقة.
- بموازاة ذلك، يُلاحظ أن الفجوات بين مختلف الشرائح في المجتمع الإسرائيلي آخذة في الاتساع، وهي تشكل تهديداً حقيقياً للقيادة. ولم تعد قيم، مثل التضامن والتكافل الاجتماعي المتبادل ومساعدة الضعفاء في المجتمع، تميّز المجتمع الإسرائيلي، والعنف آخذ في التصاعد.
- حان الوقت لكي يفهم الذين انتخبهم الجمهور الوضع على حقيقته، وأن يستبطنوا المخاطر الكامنة فيه. كما حان الوقت لتعيين مدير أعلى لإدارة الأزمة، يحظى بثقة الوزراء المعنيين ويتصرف بشفافية كاملة أمام الجمهور.
- حان الوقت أيضاً، ليس فقط لإعلان أن الوباء غير مرتبط بالسياسة، بل أيضاً للتعالي فوق الاعتبارات السياسية الضيقة والتخطيط للمستقبل. وذلك على الرغم من أن كثيرين يعتقدون أن ذاكرة الجمهور الإسرائيلي قصيرة، أو أن هذا الجمهور سيحاسب قادته ويقول كلمته بواسطة تصعيد الاحتجاج، وكذلك بواسطة صناديق الاقتراع في يوم الانتخابات.