كوشنير أعطى غانتس القوة، نتنياهو في مشكلة
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف
  • دخول حزب أزرق أبيض إلى الحكومة أثار ضده نقداً حاداً من كل صوب، لذلك ضعفت مكانته الجماهيرية. لكن عندما ننظر إلى التطور مع الولايات المتحدة بشأن موضوع الضم، يمكن أن نلاحظ أن بني غانتس وغابي أشكنازي اكتسبا مكانة خاصة تجاه الموضوع. مكانة لم تكن مُدركة مسبقاً. يمكن القول ببساطة إن الضم معتمد على غانتس. لا أقل. الصحافيون الإسرائيليون الذين يتابعون خطة ترامب لا يستوعبون ذلك على ما يبدو، لأنهم مبهورون بقدرة نتنياهو على التلاعب مقارنة بشريكيه الكبيرين.
  • خطة الضم التي "دفع" بها نتنياهو لم تكن واضحة بالنسبة إليه. وهي لم تكن واضحة أيضاً بالنسبة إلى الرئيس دونالد ترامب، وبالتأكيد ليس بالنسبة إلى غانتس. لقد كانت واضحة بالنسبة إلى بتسلئيل سموتريتش وأعضاء مجلس يهودا والسامرة الذين اعتقدوا أنه بضغط من الإنجيليين يقرّبهم ترامب من تحقيق الفكرة الخلاصية التي تمسكوا بها سنوات عديدة.
  • لكن صورة الوضع تغيرت كثيراً. ترامب في حزيران/يونيو 2020 ليس ترامب في 2019. أيضاً نتنياهو في حزيران/يونيو 2020 لا يقود حكومة يمينية ضيقة. اليمين الاستيطاني فهم أن سفير إسرائيل في الولايات المتحدة رون دريمر يوضح لكل من يهمه الإصغاء في أميركا أن كل ضم يُنفذ الآن سيكون جزءاً من خطة ترامب التي تشمل إقامة دولة فلسطينية مع تواصل إقليمي.
  • صحيح أن هناك شكاً كبيراً في أن الفلسطينيين، مهما كان أمرهم مستقبلاً سيدعمون إقامة مثل هذه الدولة. لكن رؤساء المستوطنين فهموا بعد اجتماعهم بجاريد كوشنير ودريمر، واطّلاعهم على التفصيلات من جانب ممثلهم في الإدارة ديفيد فريدمان، أن نتنياهو يخدعهم عندما يعرض رغبته في القيام بضم جزئي من دون أن يعرض ثمنه السياسي. هذا الإدراك دفعهم إلى شن حملة علنية ضد نتنياهو والليكود.
  • يدير كوشنير اتصالات الإدارة الأميركية في الشرق الأوسط . هو يرى أن ترامب يرزح تحت وطأة إصابات الكورونا والأزمة الاقتصادية والشرخ الاجتماعي الذي يزداد عمقاً - وهو غير قادر، ولا يريد، أن يضيف إلى كل الأزمات التي تهدد انتخابه في تشرين الثاني/نوفمبر معارضة العالم للضم. هو فعلاً لا يريد تصاعُد التوتر في العالم العربي.
  • اختار كوشنير خطوة لم يحلم بها نتنياهو ولم يخطط لها غانتس. فقد ربط ربطاً محكماً بين الضم وبين تبنّي خطة ترامب المتفق عليها مسبقاً من قبل كل مكونات الحكومة في إسرائيل. بكلمات أُخرى، هو يريد أن تحظى كل خطة تقدمها الحكومة إلى الأميركيين بموافقة حزب أزرق أبيض.
  • اعتقد نتنياهو، ومعه كل معجبيه العلنيين والسريين، أنه عندما يريد إرساء "إرثه" لن يسمح لشركائه الضعفاء بالتأثير في وجهة الأمور. خلال المفاوضات الائتلافية حرص نتنياهو على ألّا يكون لغانتس حق الفيتو في موضوع الضم. وهو طلب أيضاً أن تهتم إسرائيل فقط بموقف الولايات المتحدة، وليس بموقف دول أوروبا والشرق الأوسط كما طالب رئيس الحكومة المناوب غانتس.
  • حق الفيتو الذي صودر من غانتس في الاتفاق الائتلافي أعاده إليه كوشنير، كبير ممثلي إدارة ترامب في الموضوع الفلسطيني. هكذا تحوّل غانتس إلى لاعب حاسم. نتنياهو يفهم ذلك.