فريدمان سفير الضم في إسرائيل
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف
  • تُظهر استطلاعات للرأي في الفترة الأخيرة أنه بالكاد ثلث الجمهور يؤيد الضم وأنه فعلياً آخر أولوياته. باستثناء إسرائيل، التحفظات تجاه الضم الأحادي الجانب جارفة. ليس فقط أنه لا يحظى بموافقة دولية، بل أن دول الاتحاد الأوروبي تهدد بفرض عقوبات. بالإضافة إلى ذلك، الافتراض أن دولاً عربية، وخصوصاً الخليجية، تدعم خطة الضم، اتضح أن لا أساس له. كما حذّر في الأسبوع الماضي، بالعبرية، وزير الإمارات العربية المتحدة في واشنطن يوسف العتيبة، من أن الضم يضر بالعلاقات بين إسرائيل وبلده ودول عربية أُخرى.
  • رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو سخر هذا الأسبوع من حزب أزرق أبيض وقال إنه لا يعرف موقفه بشأن الضم. لكن أيضاً يشكل موقفه النظري من الضم لغزاً، في الأساس في ضوء حقيقة أنه لم يضم مليمتراً واحداً خلال 11 عاماً كان في أثنائها رئيساً للحكومة. صحيح أن نتنياهو حدد الأول من تموز/يوليو كموعد رسمي لإعلان خطة الضم، لكن حتى خريطة الخطة غير موجودة.
  • أيضاً في الولايات المتحدة هناك موضوعات مشتعلة أكثر. وباء الكورونا وموجة الاحتجاجات يشغلان الرئيس دونالد ترامب، فكم بالأحرى عندما تكون الانتخابات على الأبواب، ووضعه في الاستطلاعات ضعيف. لكن هذا كله لم يثبط من عزيمة نصير أرض إسرائيل الكاملة في البيت الأبيض، سفير الولايات المتحدة في إسرائيل ديفيد فريدمان. فريدمان يؤيد الضم ويدفع في اتجاهه، وبالتأكيد أكثر من رئيسي الحكومة الإسرائيلية، وهو أكثر إصراراً منهما على عدم السماح بإغلاق نافذة الفرص للمستوطنين من دون ضم أكبر مساحة ممكنة مع أقل عدد من الفلسطينيين.
  • بهذا المعنى، ليس من الواضح بتاتاً مَن يمثل فريدمان. موقفه أكثر تطرفاً من موقف الأميركيين، ومن موقف رئيس حكومة إسرائيل، ويقاطعه الفلسطينيون. يجب الإشارة إلى أنه حتى مجلس يهودا والسامرة، يتنصل من الخطة لأسبابه الخاصة، وبذلك أصدقاؤه المستوطنون أيضاً لا يدعمونه.
  • بصفته "وسيطاً نزيهاً"، يُعتبر سلوك فريدمان غير مسبوق. بدلاً من التوسط بين إسرائيل والفلسطينيين، وبدلاً من دفع رئيس السلطة الفلسطينية إلى العودة إلى طاولة المفاوضات، انشغل فريدمان في الأسابيع الأخيرة بالقيام بوساطة مكثفة بين نتنياهو ورئيس الحكومة المناوب بني غانتس. بالنسبة إلى المراقب من الخارج، من الواضح أن الإجماع الوحيد الذي يتطلع إليه فريدمان كـ"وسيط" هو إجماع داخلي - إسرائيلي.
  • لإسرائيل مجموعة مصائب أيضاً من دون الضم الذي يشكل خطراً على استقرارها واستقرار المنطقة. هي بالتأكيد لا تحتاج إلى فريدمان كرئيس ثالث للحكومة يلتف من اليمين على رئيسي الحكومة. من المفيد أن يقوم أحد بتذكير فريدمان بأنه في المحصلة السفير الأميركي في إسرائيل.