خطوة الضم لا لزوم لها بتاتاً وتنطوي على تهديد لأمن إسرائيل القومي
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

المؤلف
  • يتبين أكثر فأكثر أن خطة الضم هي عمل غير مسؤول وتنطوي علىرهان خطر، وفي حال قيام رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بتنفيذها وإعلان الضم، فسيكمن في ذلك تهديد لأمن إسرائيل القومي.
  • ينبع الأمن القومي الإسرائيلي، من ضمن أمور أخرى، من جملة العلاقات الأمنية الرائعة مع المملكة الأردنية الهاشمية، ومن التنسيق الأمني الناجع مع السلطة الفلسطينية. كما تحظى إسرائيل بإنجاز غير مسبوق يتمثل في عمق استراتيجي من البحر الأبيض المتوسط وحتى حدود الأردن – العراق، وهو حيّز يمنحها هدوءاً واستقراراً من الإرهاب وأي تهديدات عسكرية. ولا بد من القول إن الاستثمار اللازم للحفاظ على هذا الإنجاز أو على الواقع الأمني الرائع متدنٍ، والجيش الإسرائيلي يستثمر في ذلك قوات قليلة لسببين: قدراتنا الاستخباراتية - العسكرية، والتنسيق الأمني الاستخباراتي أولاً، وقبل أي شيء مع الأردن وإلى جانبه مع السلطة الفلسطينية أيضاً. وهذا الواقع ينطوي على توفير الكثير من الدم الذي قد يُسفك، وعلى توفير الكثير من الموارد.
  • إن غور الأردن هو منطقة هادئة أمنياً، لكنها مهملة جداً من الناحية المدنية. إلى جانب ذلك، فإن نية الضم - حتى قبل أن تتحقق - تثير حيالنا معارضة شديدة جداً من جانب معظم دول أوروبا والاتحاد الأوروبي، ومن طرف معسكر واسع في الولايات المتحدة يقف على رأسه الرجل الذي يُتوقع أن يكون رئيساً في غضون نحو نصف سنة، جو بايدن. والدول العربية بخلاف الوعود لا تؤيد خطة ترامب ["صفقة القرن"]، ولا توجد في الأفق دولة عربية يمكن أن تؤيد الضم.
  • فيما عدا ذلك يُطرح السؤال: كيف ستكون صورة دولة إسرائيل التي ستضطر إلى أن تحتوي على ملايين الفلسطينيين؟ ومثل هذه الخطوة ستتسبب أيضاً باحتمالية عالية بتآكل مكانة السلطة الفلسطينية إلى درجة انهيارها، وستشجع عناصر متطرفة مثل حركة "حماس"، لتشير إلى [رئيس السلطة الفلسطينية] محمود عباس كمن فشل في مسار السلام في مقابل مسار العنف والإرهاب.
  • ويجب أن نضيف إلى كل ما تقدّم أن إسرائيل تتصدى في الوقت الحالي لإيران ووكلائها باعتبارهم تهديداً مركزياً لأمنها القومي. مثل هذا التصدي يستلزم تجنيداً لكل الموارد. وضعضعة الاستقرار والهدوء في الجبهة الشرقية من شأنه أن يحرف الانتباه ويشوه سلّم الأولويات الصحيح لغرض المعالجة اللازمة لتحديات الإرهاب، وأن يشجع الاضطرابات وأعمال العنف التي قد ترافقنا كنتيجة للضم.
  • لماذا نحتاج إلى الضم؟ لا يوجدلهذا أي سبب منطقي. وفي النقطة الزمنية الحالية حتى لو فشلت خطة الضم، سيخلف الفشل وراءه خلافاً داخلياً حاداً، وسيجعل سحابة كثيفة تخيّم فوق العلاقات بيننا وبين الولايات المتحدة كون الرئيس الودي لإسرائيل يتعرض لإهانات شخصية حادة من جانب شخصيات إسرائيلية عامة. كما أن فشل الضم سيثير أفكاراً نائمة، مثل هل يمكن انتزاع إنجازات سياسية من إسرائيل بواسطة الضغط؟ وثمة سؤال مقلق على نحو خاص هو: هل الدولة التي ستكون فيها مساواة ديموغرافية بين اليهود والفلسطينيين لن تضع الرؤية الصهيونية كلها أمام اختبار صعب؟
  • بناء على ذلك، يتعين على المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية - الأمنية أن يؤرشف خطة الضم. إلى جانب ذلك، نوصي باتخاذ قرار لتعزيز غور الأردن. فضلاً عن ذلك، من المحزن أنه لا يزال من غير الواضح ما هو المخطط الدقيق للضم، وما هو موقف الولايات المتحدة التي تعيش صراعاً حاداً في الجبهة الداخلية.
  • في المحصلة الأخيرة، خطوة الضم لا لزوم لها بتاتاً، وذات طاقة ضرر كامنة متعددة الأبعاد للمدى البعيد على أمن إسرائيل ومستقبلها. ويجدر بنا الامتناع عنها كي لا تضاف إلى قائمة الإجراءات الاستراتيجية البائسة التي تمت في الماضي.