الخطر ليس تهديدات السلطة، بل اعتراف أميركي بفلسطين
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف
  • عندما يعلن رئيس الحكومة الفلسطينية محمود اشتية أنه إذا فرضت إسرائيل سيادتها على مناطق في الضفة الغربية وغور الأردن، سيتخذ الفلسطينيون خطوات لإقامة دولة فلسطينية، ماذا يقصد بالتحديد؟
  • مضمون الصيغة التي يستخدمها يبدو مراوغاً وغير قاطع. ياسر عرفات سبق أن أعلن إقامة دولة فلسطينية عن بُعد، في تشرين الثاني/نوفمبر 1988. وفي تشرين الثاني/نوفمبر 2012، بدأت حملة "رفع مستوى" السلطة الفلسطينية في الساحة الدولية، بحيث صارت حالياً أطراف كثيرة في العالم تعتبرها "دولة". على سبيل المثال، الهيئة الاتهامية في محكمة العدل العليا في لاهاي، تعترف بالفلسطينيين كدولة، من هنا يأتي تهديدهم الدائم "بالتوجه إلى محكمة العدل العليا في لاهاي".
  • في السنة عينها، اتخذت الأمم المتحدة قرار إفرايم - كيشونيت، لرفع مستوى مكانة السلطة الفلسطينية من وضع "مراقب" ليس دولة، إلى وضع دولة غير عضو. دول كثيرة في العالم تعترف بالسلطة الفلسطينية كدولة بطرق ملتوية، بشكل يصعب فهم ما يقصدونه عندما يتحدثون عن "اعتراف". يبدو أن التطور الوحيد في المستقبل الذي يمكن أن يكون له مضمون يقلق إسرائيل هو اعتراف أميركي بالدولة الفلسطينية.
  • قال رئيس الحكومة الفلسطينية ما قاله. لماذا هو بالتحديد وليس رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (أبو مازن)؟ مع ذلك لا يمكن تجاهل أنه يرى في الخطوة الإسرائيلية المستقبلية ضربة قاسية للفلسطينيين.
  • إعلان اشتية أمام الصحافيين الأجانب هدفه ردع إسرائيل عن تنفيذ خطة السيادة المطروحة بقوة على جدول الأعمال المحلي والدولي. بذلك ينضم الفلسطينيون إلى أطراف متعددة داخل إسرائيل تعارض الخطوة، كلٌّ لسبب خاص به، وتبذل وسائل الإعلام جهوداً حثيثة لخلق إحساس بوجود عقدة مرعبة.
  • لكن الأمر الصحيح هو النظر إلى الخطوة الإسرائيلية بصورة مباشرة وبسيطة: خطوة أحادية الطرف لتوسيع كبير لسيادة دولة إسرائيل، ضمن نطاق أرض إسرائيل الغربية. بينما خطوة أحادية الطرف من جانب الفلسطينيين لإعلان دولتهم المستقلة يجعلهم في وضع مَن يخرق خطة السلام لرئيس الولايات المتحدة ترامب. وهذا بالتأكيد سيعفي إسرائيل من الأجزاء الإشكالية بالنسبة إليها في الخطة، مثل إجراء تبادل أراض مع الفلسطنيين في النقب، ونقل قرى عربية إلى منطقة السلطة الفلسطينية. حتى الآن يعتبر الفلسطينيون ومعاونوهم إسرائيل دولة تحتل أراضي الضفة الغربية. "اتخاذ خطوات" لإقامة دولة فلسطينية لن يزيد في ثقل مقاومة الوجود الإسرائيلي.
  • الخطر الوحيد بالنسبة إلى إسرائيل في الإطار الذي يجري الحديث عنه هو مجيء إدارة ديمقراطية تعترف بدولة فلسطينية. وأيضاً حينئذ، سيكون رد إسرائيل: مستعدون لإجراء مفاوضات سلام مع الفلسطينيين، والأميركيون سيقبلون ذلك.