الهجوم السيبراني رسالة إلى إيران: مهاجمة بنى تحتية مدنية، خط أحمر
تاريخ المقال
المصدر
هآرتس
من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
- المعارك السيبرانية الجديدة بين إسرائيل وإيران تبدأ في الانكشاف. عدة تقارير نُشرت في الأسابيع الأخيرة في صحف أميركية تكشف قليلاً من كثير يجري بعيداً من أعين الجمهور. في الأمس ذكرت صحيفة الواشنطن بوست أن إسرائيل هي وراء هجوم سيبراني أدى إلى فوضى كبيرة في عمل مرفأ في مدينة بندر عباس جنوب إيران. وعلى ما يبدو، هذه العملية هي رد على هجوم سابق نُسب إلى الإيرانيين ضد بنى تحتية للمياه في إسرائيل.
- الهجوم الإيراني تحدثت عنه تقارير في الولايات المتحدة في نيسان/أبريل. في الأمس ادّعت الواشنطن بوست، بالاستناد إلى معلومات من مصدر غربي، أن محاولة الهجوم الإيرانية كشفتها منظومة الدفاع السيبراني في إسرائيل، وأن الهجوم لم يسبب ضرراً فعلياً. في 7 أيار/مايو، عقد المجلس الوزاري المصغر جلسة طارئة، وكان في ذلك الوقت مشغولاً في الأساس بمحاربة فيروس الكورونا. القناة الإخبارية الـ13 ذكرت أن النقاش خُصص لمحاولة الهجوم السيبراني الإيراني.
- بحسب الواشنطن بوست، الهجوم السيبراني في إيران حدث في 9 أيار/مايو، واستهدف مرفأ يقع بالقرب من مضائق هرمز، ويجري فيه جزء كبير من تجارة النفط الإيراني. واستشهدت الصحيفة بمصادر استخباراتية أجنبية وصفت لها الفوضى الكبيرة التي طرأت على عمل المرفأ في الأيام التي أعقبت الهجوم وتأخّر حركة السفن. جزء بارز من التوتر بين الولايات المتحدة وإسرائيل والسعودية وبين إيران يتعلق بالضغوطات التي تمارَس على تجارة النفط الإيرانية. في السنة الماضية نُسبت إلى إيران سلسلة هجمات ضد مواقع نفط سعودية وإماراتية، رداً على العقوبات الأميركية الشديدة ضدها. في تشرين الأول/أكتوبر ادّعت إيران أن ناقلة نفط تابعة لها تعرضت لهجوم بالصواريخ قبالة شواطىء السعودية.
- مدير معهد دراسات الأمن القومي اللواء في الاحتياط عاموس يادلين أشار في الأمس على حسابه في تويتر إلى أنه "على ما يبدو، هذا رد إسرائيلي على هجوم إيراني على منظومة المياه والصرف الصحي." يادلين الذي كان في الماضي رئيساً للاستخبارات العسكرية، أضاف: "إسرائيل توضح من خلال ذلك أنه يجب إبقاء المنظومات المدنية خارج نطاق القتال."
- التسريب في الواشنطن بوست ليس صدفة. طرف ما في الولايات المتحدة أو في إسرائيل أراد أن يُخرج الأمور إلى العلن لتعزيز الرسالة إلى الإيرانيين بأن المس بالمنظومات المدنية هو خط أحمر - وحجم الضرر المتوقع جرّاء هجوم سيبراني يمكن أن يكون أقسى بكثير مما في إمكانهم التسبب به لخصومهم. يجري تبادل الضربات السيبرانية في فترة ازدادت فيها التقارير عن هجمات جوية إسرائيلية موجهة ضد قوات إيرانية وميليشيات شيعية في سورية. من المحتمل ان إيران وجدت نفسها في وضع متخلف نسبياً في مواجهة هجمات سلاح الجو، وخصوصاً بعد الاغتيال الأميركي للجنرال قاسم سليماني في كانون الثاني/يناير من هذه السنة، واختارت توسيع حدود الجبهة إلى المجال السيبراني.
- الهجمات السيبرانية يجب أن تكون تذكيراً ببعد جديد ومتطور في المواجهة مع إيران وحزب الله، على الرغم من أن مؤشرات أولى له برزت قبل أكثر من 10 سنوات، من خلال استخدام فيروس الكومبيوتر "Stuxnut" الذي عرقل تقدّم المشروع النووي الإيراني. حينها نُسبت العملية إلى إسرائيل والولايات المتحدة. أي تصعيد إقليمي مستقبلي يمكن أن يشمل أيضاً محاولات متبادلة لهجوم خطير على بنى تحتية مدنية، بواسطة هجمات سيبرانية، إلى جانب هجمات سلاح الجو (من جانب إسرائيل) وإطلاق صواريخ وقذائف (من جانب أعدائها).