قال رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي الجنرال أفيف كوخافي إن الجيش الإسرائيلي استخدم وسيستخدم مجموعة أدوات متنوعة للرد على العدو واستهدافه.
وأضاف كوخافي في سياق كلمة ألقاها خلال مراسم تسليم وتسلم قيادة الجبهة الإسرائيلية الداخلية جرت أمس في مدينة الرملة [وسط إسرائيل]، أن عشرات الهجمات التي قام بها الجيش الإسرائيلي، بما في ذلك في الآونة الأخيرة، أثبتت قوة هذا الجيش وتفوّق أجهزة الاستخبارات.
وقال كوخافي: "هاجمنا أيضاً مؤخراً، وسنهاجم بقوة، لإزالة التهديدات المحيطة بنا، والمنطقة المدنية المبنية التي استقر فيها العدو لن تكون عائقاً أمام الهجوم. إن الجيش ملتزم أخلاقياً بحماية سكان البلد من الجيوش الإرهابية من حولنا، وعندما تُهدَّد الجبهة الداخلية بآلاف الصواريخ والقذائف، لن نتردد في الهجوم بالقوة لإحباط التهديدات."
وتابع قائلاً: "بينما نبذل كل ما في وسعنا لمنع سقوط ضحايا بين المدنيين، فإن العدو يبذل قصارى جهده لإيذائهم، وهذا العدو نشر الصواريخ والقذائف داخل القرى، وبالتالي جعلها أهدافاً عسكرية. وهكذا سيكتشف أنه جعل جبهته الداخلية ساحة للقتال، وسنهاجمه بكل قوة."
وجاءت أقوال كوخافي هذه غداة قيام صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية أول أمس (الاثنين) بكشف النقاب عن أن إسرائيل شنت مؤخراً هجوماً سيبرانياً معقداً على ميناء إيراني، الأمر الذي تسبب في فوضى واسعة النطاق، وذلك رداً كما يبدو على محاولة نفذتها طهران لاستهداف شبكة المياه الإسرائيلية.
ووفقاً للصحيفة، استهدف هجوم السايبر الإسرائيلي هذا حركة الشحن البحري في محطة ميناء "شهيد رجائي" وعطل الميناء عدة أيام، وجاء للانتقام من محاولة الإيرانيين السابقة اختراق أجهزة أنظمة توزيع المياه في إسرائيل، ونقلت عن مسؤول أمني أجنبي وصفه للهجوم بأنه الأكثر دقة.
وهذا الميناء هو عبارة عن محطة شحن شُيدت حديثاً في مدينة بندر عباس الإيرانية الساحلية الواقعة على مضيق هرمز.
وقالت الصحيفة الأميركية إنه يوم 9 أيار/مايو الحالي توقفت حركة الشحن البحري في محطة ميناء "شهيد رجائي" في إيران بشكل مفاجئ، بعد تعطل أجهزة الكمبيوتر التي تنظم تدفق السفن والشاحنات والبضائع دفعة واحدة. وبعد يوم اعترف المسؤولون الإيرانيون بأن قراصنة إلكترونيين أجانب اخترقوا أجهزة الكمبيوتر في الميناء. الآن وبعد أكثر من أسبوع، يعتقد مسؤولون حكوميون أميركيون وأجانب أن الميناء كان ضحية هجوم إلكتروني إسرائيلي. ووصف مسؤول أمني أجنبي الهجوم بأنه دقيق للغاية، وقال إن الأضرار التي لحقت بالميناء الإيراني كانت أشد مما وصفته مصادر إيرانية رسمية، وأنه كان هناك فوضى تامة.
وأشارت الصحيفة إلى أنه يوم 8 أيار/مايو تم التبليغ عن محاولة قرصنة إيرانية استهدفت البنية التحتية في إسرائيل. وقال مسؤولون إن قراصنة أرادوا اختراق أجهزة الكمبيوتر التي تتحكم في تدفق المياه ومعالجة مياه الصرف الصحي في إسرائيل، والسيطرة على الشبكة التي تنظم إضافة الكلور والمواد الكيميائية الأُخرى إلى الماء. وقد اكتشفت سلطة المياه الإسرائيلية محاولة الاختراق واتخذت إجراءات على الفور، بما في ذلك تغيير كلمات مرور النظام.
وأضافت الصحيفة أنه لم يصدر أي تعليق من السفارة الإسرائيلية في واشنطن أو من الجيش الإسرائيلي على هذا الهجوم.
وذكرت قناة التلفزة الإسرائيلية 13 أن الهجوم الإيراني وقع في أواخر نيسان/أبريل الفائت، وبسبب استهدافه بنى تحتية مدنية اعتُبر تصعيداً كبيراً وتجاوزاً لخطوط حمراء من جانب إيران. ونقلت عن مسؤول أمني إسرائيلي رفيع المستوى قوله: "هذا الهجوم يتعارض مع جميع قواعد الحرب. حتى من الإيرانيين لا نتوقع شيئاً كهذا."