يجب الاعتراف بأسف: الجمهور في إسرائيل ليس يمينياً
تاريخ المقال
المصدر
- بعد أن أدت حكومة بنيامين نتنياهو اليسارية القسم، حان الوقت للاعتراف بحقيقة بسيطة: لا يوجد في إسرائيل أكثرية لليمين. اليمين لم يفُز في الانتخابات، والحقيقة هي أنه ليس في السلطة خلال الـ40 عاماً الأخيرة، ولا حتى في العقد الأخير. ليس هذا لأن اليمين لا يعرف كيف يحكم - هو في الحقيقة لا يعرف كيف يحكم - بل لأن الشعب في الحقيقة ليس يمينياً.
- في المجال الأمني، أغلبية المواطنين تدرك حقاً عدم وجود شريك في الطرف الثاني، لكنها ليست معنية بفرض السيادة على الضفة الغربية، وبالتأكيد ليس على كل الأرض. يبدي المواطنون تسامحاً كبيراً إزاء عدم تحرك الحكومة ضد القتلة من الجانب الثاني، ولا يبدو أن هناك فارقاً حقيقياً بين حكومات اليمين واليسار باستثناء نوعية التظاهر بأن المفاوضات مع العرب تفيد بشيء ما في الاستقرار والأمن، أو أن أمن المواطنين سيتحسن في الزمن القريب.
- ينطبق هذا أيضاً على الصعيد الاقتصادي. فأغلبية المواطنين تريد دفع ضرائب قليلة وإلى جانب ذلك الحصول على أكبر قدر ممكن من الخدمات الاجتماعية. وتدل هذه العبارة على عدم وجود حوار اقتصادي عميق في البلد. اليمين الاقتصادي يريد تنظيماً أقل، سوقاً حرة أكبر، قطاعاً عاماً مقلصاً، بينما اليسار يريد مسؤولية أكبر من الدولة إزاء المواطنين، تخطيطاً حكومياً للاقتصاد وتمويل موارد عامة واسعة. التفكير الاقتصادي الإسرائيلي محصور بمجموعة صغيرة في أغلب الأحيان تتحدث بين بعضها البعض من الطرفين السياسيين.
- أيضاً على المستوى الديني، لا يملك اليمين أغلبية. صحيح أن أغلبية الجمهور اليهودي مرتبطة بالتقاليد، لكن عدداً كبيراً من أغلبية شعب إسرائيل لا يحترم قدسية يوم السبت. وعلى الرغم من الحملات المتعددة من مخاوف التدين، فإن المجال العام في إسرائيل يتحول إلى علماني أكثر فأكثر.
- علاوة على ذلك، فإن الربط الأوتوماتيكي بين القلنسوة [الكيبا] والذقن واليمين ناجم عن ذاكرة قصيرة، إذا تذكرنا مساعدة حزب شاس لاتفاقات أوسلو ووجهات نظره اليسارية الاقتصادية هو وحزب يهدوت هتوراه.
- على الصعيد القضائي، الذين يأتون للتظاهر من أجل كبح المحكمة الإسرائيلية العليا هم المنظمات نفسها التي تريد فرض السيادة على الضفة الغربية، وضبط الحياة الأكاديمية ووسائل الإعلام وتعزيز الحكم في جنوب تل أبيب. أيضاً اليمين الذي يريد تقليص قوة تدخّل المحكمة العليا والمستشار القانوني، انطلاقاً من عقيدة الفصل بين السلطات، يُنظر إليه من قبل نصف الشعب كمدمر للديمقراطية، أو يجري التعامل معه بلامبالاة نسبية.
- اليسار مع أغلبية المؤسسة الأكاديمية ووسائل الإعلام والنيابات العامة، يرون في أفراد النظام القضائي حماة الديمقراطية في وجه المشرع الذي يعمل فقط انطلاقاً من اعتبارات مصلحية وسياسية وليس انطلاقاً من مصلحة عامة واسعة.
- السبب الوحيد الذي يجعل اليمين يعتقد أنه في السلطةـ ويجعل اليسار يشعر بأنه يخسر سياسياً هو بنيامين نتنياهو وقدرته على قيادة ائتلاف مستحيل، لا يجمعه شيء مشترك من الناحية الأيديولوجية، بينما اليسار منذ سقوط مباي لا يعرف تركيب بازل من ثلاثة أجزاء. الأغلبية ليست يمينية، ولم يكن هناك يمين خلال الـ40 عاماً الأخيرة. الأغلبية هي وسط رخو ونعسان.