لماذا وقّع نتنياهو الاتفاق؟ هو يريد شخصاً يلقي عليه جزءاً من التهمة
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

المؤلف

 

  • حكومة رعب: أحسد الذين يعرفون. من هم على قناعة بأن حكومة الـ36 وزيراً! التي ألفها نتنياهو وغانتس هي وصمة عار على الشعب اليهودي على مدى الأجيال، أو من يعتقدون عكس ذلك أنها خلاص بأسرع من لمح البصر للجمهور الإسرائيلي من آلامه. أعترف من دون خجل بأنني في حيرة بين هذين القطبين، ضائع بين الضائعين، واعترف بخضوع بأن التاريخ فقط سيحكم فيما يتعلق بهذه المسألة.
  • حكمه سيُعطى بعد 18 شهراً. إذا دخل غانتس إلى بلفور، أي إلى مقر المناوب الرسمي الثاني لرئاسة حكومة إسرائيل، سيكون هذا إنجازاً غير مُدرك، لكن ليس نهائياً. فقط إذا نجح في زرع وتد، ووضع نهاية لعهد عائلة ضحت بحزب وبدولة كاملة، فإن هذا سيكون إنجازاً تاريخياً مهماً.
  • في هذه الأثناء، يمكن القول بثقة إنها ستكون أكثر الحكومات المؤلفة غموضاً وتضخماً وانفصالاً عن الواقع على الإطلاق. 36 وزيراً و16 نائب وزير، بينما أكثر من مليون إسرائيلي خسروا مصدر رزقهم، وملايين آخرون قلقون بشأن قدرتهم على إطعام عائلاتهم أيضاً في الشهر المقبل، وإسرائيل غارقة في حفرة اقتصادية هي الأعمق في الزمن الحديث. حقيقة أن نتنياهو وغانتس قادران على تخيل حكومة مرعبة كهذه في مرحلة كهذه، تدل على الهاوية الأخلاقية التي تدهورنا نحوها في عهد نتنياهو. لقد ألّف نتنياهو حكومة بهذا الحجم لتحقيق "الاستقرار" في سنة 2009؟ أليس كذلك؟ وثلاثة أو أربعة وزراء لن يكسروننا؟ كلا أنا لا أبرىء غانتس من مسؤولية هذا العار. فهو من جهة أُخرى، بخلاف نتنياهو، لديه أسباب تخفيفية. هو ليس سائق قطار العار هذا، هو راكب.
  • الحكاية الحقيقية مخبأة في "بند المقر". كما هو معروف في سنة 1999، بعد الهزيمة أمام إيهود باراك، كان من الصعب على عائلة نتنياهو مغادرة المقر الحكومي في بلفور. وقد استغرق فصل السيدة عن المقر أشهراً طويلة، وضغطاً كبيراً لإخراجها من هناك. هذه المرة، بعد أكثر من عشرين عاماً، من الواضح أنه لا توجد قوة طبيعية أو رافعة هندسية قادرة على هذه المهمة المستحيلة. من جهة ثانية، يجب أن تبقى، أو لا اتفاق.
  • لماذا وقّع نتنياهو الاتفاق؟ هناك سببان تراكميان: هو يعلم أن الوضع الاقتصادي سيء فعلاً. وليس هناك سحر يستطيع إطفاء الحريق الهائل الذي يلتهم الاقتصاد أمام عينيه. هو ملزم بإيجاد من يستطيع تحميله جزءاً من التهمة. لهذا السبب أوجد غانتس. أيضاً لأنه اتضح له في الأيام الأخيرة أنه لا يستطيع إقامة حكومة ضيقة. لا يوجد حتى الآن منشقون، وباستثناء بالون الهيليوم البشري المنتفخ (أورلي أباكسيس)، ليس هناك مَن سينضم إلى عربته.
  • لقد أدرك نتنياهو أنه أمام أمرين، إمّا انتخابات وإمّا حكومة وحدة. هو حكيم بما فيه الكفاية ليصدق الاستطلاعات الحالية، لذلك عقد مجلس إدارته، ووقّع. لكن توقيعه لا يعني شيئاً. فهناك عدد لا يُحصى من الألغام والإغراءات التي تكمن له على الطريق، حتى يجري إقرار الحكومة. لكن على الأقل، نتنياهو وقّع. مجرد توقيعه الاتفاق الذي يحدد التاريخ الذي لن يكون فيه رئيساً للحكومة (ويتحول إلى نائب لرئيس الحكومة ورئيس مناوب للحكومة)، هو حدث.