غانتس أثبت نهاية حقبة القادة العسكريين في السياسة الإسرائيلية
تاريخ المقال
المصدر
هآرتس
من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
- مسيح آخر لليسار اتضح أنه المسيح الدجال. غانتس الكذّاب انضم إلى نتنياهو المحتال، وقام ائتلاف الذئب والحمل. مثير للاهتمام أن نعرف مَن سيأكل الآخر ومتى. في هذه الأثناء، مرة أُخرى جمهور المؤمنين ضائع ويائس، يبحث عن منقذ جديد يخلصه. من هو معني بأن يفهم مدعو إلى استغلال الوقت كي ينظر إلى الواقع باستقامة، وأن يفهمه ويستخلص منه خلاصات مغايرة تماماً. ثلاثة أشخاص قادرون على إلقاء الضوء على واقع السنة الأخيرة: بني غانتس، ستاف شافير وأيمن عودة.
- بني غانتس: مرة أُخرى اتضح أن حقبة القادة العسكريين في السياسة الإسرائيلية قد انتهت. جنرال شجاع أزرق العينين، هو ليس أكثر من شخص ساذج سياسياً، ممسحة أرجل للمحترفين الحقيقيين. منذ اللحظة الأولى، كان غانتس دمية سياسية فارغة. شعار "فقط ليس بيبي" لا يشكل جدول أعمال، وحزب يمتد من يوعاز هيندل إلى عوفر شيلاح، هو ليس أكثر من معسكر سياسي موقت، من دون قوة أو اتجاه. أيضاً عشرات الآلاف من العميان والصم لا تكفي لتحقيق أحلام سلطة مع هكذا أشخاص. هذا لم يحدث، ولن يحدث، وليس من المناسب ألاّ يحدث. قوة سلطة نغيرها بقوة، وحكم فاشل نغيره ببديل كامل وواعد.
- ستاف شافير: الوعد الكبير لحركة الاحتجاج في صيف 2011، تبدد في الجو الخفيف للشبكات الاجتماعية. مهما كان إرثها البرلماني والصراع الكبير بينها وبين إيستيك شمولي [من قادة حركة الاحتجاج الشعبي في سنة 2011 وعضو أساسي في حزب العمل وهو مرشح لتولي وزارة الرفاه في الحكومة الجديدة]، هو صمد، وهي لم تصمد. ليس بسبب مهارته السياسية أو نظرته إلى العالم أو إمكانات زعامة، بل فقط لسبب واحد بسيط: موظف حزبي قليل الذكاء من نوع موظفي زمن مباي، وهي سياسية من زمن الشبكات الاجتماعية. الجمهور يريد أن يكون على صلة بمن ينتخبه، يريد أن يشعر به، اللقاء مع الناس في الفروع واستقبالهم لا يزال هو الأمر الحقيقي.
- أيمن عودة: برز هنا أمام أعيننا زعيم رائع. في الجانب الداخلي، نحن أمام سياسي ماهر ينجح في توجيه السفينة المستحيلة للقائمة المشتركة. إنه ينجح بصبر مستمر في دفع الجميع [في القائمة المشتركة على اختلاف مواقفهم] نحو أهدافه، وفي أن يريهم آفاقاً جديدة. بالنسبة إلى الخارج، هو صاحب رؤية مثيرة تطرح "مصلحة مشتركة" إسرائيلية عامة أكبر بكثير من مجموع إرادة ناخبيه. القائمة المشتركة هي مشروعه الصغير. يسار جديد، مدني، قائم على المساواة، يناضل من أجل جميع مواطني إسرائيل، هو حلمه الكبير.
- أفترض أننا لم نر بعد هنا المسيح الأخير. سوف يأتي آخرون، وسيكون هناك دائماً ناخبون يعتقدون أنه الخلاص. لكنه موجود في مكان آخر تماماً. رؤيته موجودة هنا، تستطيع أن تمد يدك وتلمسها. ليس عبر الفايسبوك. الخلاص يقوم على عمل سياسي صلب وعنيد، ما وراء الانقسامات والتحريض القديم.
- الآن، حان الوقت لاستغلال الطاقة الحالية المنبثقة من احتجاج السيارات والأعلام [إشارة إلى التظاهرات السيارة والأعلام السوداء، احتجاجاً على انضمام غانتس إلى نتنياهو]، والانتقال من حركة الواتسآب إلى الحياة الحقيقية. لنترجم الغضب والأمل إلى عمل. يجب أن نعمل لإقامة حزب مدني حقيقي، وأن نناضل من دون هوادة، من أجل السلام والديمقراطية والعدالة الاجتماعية.
- لنبلور نخبة قيادية من القمة، زعامة ذات رؤية. فالخلاص السياسي هو سباق ماراثون وليس سباق جري سريع. وهو ممكن فقط إذا لم نخطىء ونسير مرة أُخرى وراء مسيح دجال.