دعوا نتنياهو يسقط هو والكورونا معاً
تاريخ المقال
المصدر
هآرتس
من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
- ربما كان تسفي هاوزر ويوعاز هاندل [من حزب أزرق أبيض] على حق؟ فكروا لحظة في موقفهما. ليس في معارضتهما تأليف حكومة بتأييد من القائمة المشتركة، الذي مع الأسف كان وعداً انتخابياً مركزياً لحزب أزرق أبيض، بل في نظرتهما إلى السياسة الواقعية، وفي التفكير في الجولة المقبلة، وإدارة المخاطر.
- بلوك الحصانة القومي - الديني للمتهم يبدو متماسكاً جداً في هذه الأثناء، وكما هو من المناسب لروحية قائده المجرم والمخادع، ازداد قوة بمقعد واحد سُرق من ناخبي "إيمت" [تحالف العمل غيشر وميرتس] من جانب المنشقة الكاذبة أورالي ليفي أباكسيس. لنتخيل الآن حكومة مدعومة من 61 عضو كنيست، من أفيغدور ليبرمان، وصولاً إلى هبة يزبك، وفي مقابلها، معارضة مؤلفة من 59 عضواً بقيادة بنيامين نتنياهو - حيوان جريح ومحبوس، تخلى عن البقايا الأخيرة من المهنية والمسؤوليات، ولم يعد ملتزماً بأي شيء، باستثناء تأجيج الكراهية والإحساس بالظلم لدى مؤيديه.
- هذا تمرين من السهل جداً تخيّله: سهل أن نتذكر أيام اتفاق أوسلو. ركوب نتنياهو موجة الهجمات، والرقص على الدم، والشعبوية، والتهييج، والتحريض، والتهجم الدائم على حكومة لا تتمتع "بأغلبية يهودية"، ودوائر العداء التي أدت إلى اغتيال يتسحاق رابين. يومها كان نتنياهو لا يزال مستجداً في هذا المجال، ولداً تقريباً. تخيلوه اليوم، يركض على موجة الكورونا الهائلة، ويحرض ضد حكومة مؤلفة من 61 عضواً بدعم من العرب. مع منظومات السايبر، وكتائب المغردين والأبواق، والبطاقات العائلية التي توزع مجاناً، وكل المنظمات الوهمية و"معاهد بحث" تعمل تحت إمرته وفي خدمته.
- من يحتاج إلى جعل الصورة أوضح، هو مدعو إلى العودة إلى إيهود أولمرت بعد حرب لبنان الثانية لإنعاش ذاكرته. بعد نصف عام، هو يستطيع فعلاً العودة مع 71 عضو كنيست، وأن يحول نفسه إلى أردوغان.
- ليس هناك أي سبب كي نمنحه هذه الهدية. من المتوقع أن تنشب هنا أزمة اقتصادية واجتماعية هائلة، وربما أيضاً أزمة صحية. المسؤول الرئيسي عن هذه الأزمة هو نتنياهو. هو المسؤول عن الإهمال الإجرامي والمستمر للمنظومة الصحية. وعن اقتصاد مهمل يعاني عجزاً، استنفد أرصدته ودفاعاته. وعن شراء غواصات لا ضرورة لها، وبناء طائرة خاصة فضائحية. وعن تدفق أموال الغاز إلى حيتان المال المقربين منه، وعن رشوة الحريديم والمستوطنين، بدلاً من الاهتمام بكل مواطني إسرائيل. وطبعاً: عن إدارة الصراع ضد تفشي المرض - كعادته بارتجال متتابع، من دون خطة أساسية. ومن دون رؤية ماكرو. ومن خلال الاعتماد على طواقم من مقربيه من ذوي الرؤية المحدودة، واستبعاد رجال الاختصاص الذين لا ينتمون إلى خطه السياسي. مع خطاب يومي على التلفزيون يوجهه إلى الأمة، في جو من التخويف ونبؤات بمصير كما في يوم القيامة (مليون مريض، عشرات آلاف الموتى، الحدث الأخطر الذي شهدته الإنسانية منذ العصور الوسطى).
- فليأكل طبخة تعقيده للأمور. ليترشح للانتخابات مع 750 ألف عاطل عن العمل، ومن المفلسين، ولنر حينئذ، إن كان سيفوز في الانتخابات. لا يوجد سبب كي نكون مكانه، وأيضاً كي نتقاسم معه العبء. هو الذي كان خبيراً لسنوات طويلة بإلقاء التهمة والطين على شركائه في حكومات وحدة وطنية (التفصيلات موجودة لدى لبيد وليفني وباراك). النشاطات الطارئة التي تقوم بها حكومة انتقالية يمكن دعمها أيضاً من الخارج؛ أمّا أن نؤلف من أجله حكومة جديدة – فهذه جريمة سياسية وأخلاقية. هذا بمثابة منح شرعية جديدة لمتهم جنائي ومحرض ومقسم. يكفي أن نرى في الأمس كيف أعلن الليكود الحرب على السلطة التشريعية والقضائية. إنه عدو الديمقراطية الإسرائيلية التي يعمل للقضاء عليها.
- بدلاً من عزله ووضعه في الحجر، يواصل الصحافيون والمعلقون يومياً اقتراح الصيغ المتعددة لحكومة وحدة. إلى جانبهم، يصخب ائتلاف عجيب من رجال فكر، من ديفيد غروسمان [روائي]، مروراً بأفيف غيفن [موسيقي ومغن]، وصولاً إلى راني راهف [مستشار في العلاقات العامة]، داعين بني غانتس ورفاقه أن يخونوا ناخبيهم وقيمهم. إنهم مجانين، انزلوا من برجكم العالي. دعوه يسقط هو والكورونا معاً. إنه يستحق ذلك.