إدلشتاين يقدم استقالته من رئاسة الكنيست ويرجئ محاولة انتخاب عضو كنيست مناوئ لنتنياهو خلفاً له
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

قدّم رئيس الكنيست الإسرائيلي يولي إدلشتاين [الليكود] أمس (الأربعاء) استقالته من منصبه في الجلسة التي كان من المقرر فيها انتخاب رئيس جديد للكنيست مكانه، وأجّل بذلك محاولة انتخاب عضو كنيست مناوئ لرئيس الحكومة بنيامين لنتنياهو خلفاً له.

وكانت المحكمة العليا أمهلته حتى يوم أمس لعقد جلسة للهيئة العامة للكنيست، استجابة لطلب تحالف "أزرق أبيض"، من أجل انتخاب عضو الكنيست مئير كوهين من التحالف، بدلاً منه.

وستدخل استقالة إدلشتاين في حيز التنفيذ بعد 48 ساعة، وهو ما يعني أنها ستؤخر التصويت لانتخاب الرئيس الجديد حتى الأسبوع المقبل.

وقال إدلشتاين في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام في إثر تقديم استقالته، إن قرار المحكمة العليا يُعدّ تدخلاً سافراً في عمل الكنيست ومساساً بإرادة الناخبين. وأضاف أنه لم يكن في إمكانه أن يوافق على إنذار المحكمة العليا، لأن هذا يعني أن جدول أعمال الكنيست ستحدده المحكمة العليا وليس رئيس الكنيست الذي تم تكليفه بهذا الدور. ووصف قرار المحكمة بأنه خاطئ وخطر.

وذكرت مصادر مسؤولة في الكنيست أن إدلشتاين تحدث مع عضو الكنيست عمير بيرتس من تحالف العمل - ميرتس، وبلّغه بأنه هو الرئيس الموقت للكنيست، بصفته أكبر أعضاء الكنيست سناً.

ومن المتوقع أن يتسلم بيرتس رئاسة الكنيست مع دخول استقالة إدلشتاين إلى حيز التنفيذ إلى حين انتخاب رئيس دائم للكنيست.

وتوالت ردات الفعل في الحلبة السياسية على استقالة إدلشتاين.

وقال عضو الكنيست يائير لبيد، الرجل الثاني في تحالف "أزرق أبيض"، إن رئيس الكنيست يخالف أمر المحكمة العليا، الأمر الذي سيؤدي إلى فوضى.

وأشار عضو الكنيست عوفر شيلح، من "أزرق أبيض"، إلى أن استقالة إدلشتاين من منصبه لا تعفيه من تنفيذ قرار المحكمة العليا بعقد جلسة للهيئة العامة للكنيست وانتخاب خلف له.

واعتبر شيلح استقالة إدلشتاين ذروة الحرب التي أعلنها نتنياهو والليكود على الكنيست والديمقراطية.

وقالت مجموعة حركة الاحتجاج الشعبية "الرايات السوداء" التي نظمت قبل نحو أسبوعين مسيرة سيارات مناوئة لإدلشتاين، إن رفض قادة الليكود بزعامة المتهم نتنياهو احترام قرار المحكمة العليا يسلط الضوء على عمق الحفرة التي توجد فيها الديمقراطية الإسرائيلية. وأكدت أن الوقت الحالي هو اختبار ليس فقط للقادة، لكن أيضاً لاستعداد الإسرائيليين للكفاح حتى في أوقات الأزمات من أجل الديمقراطية.

وكانت خصومة سياسية كبيرة نشبت في الفترة الأخيرة بين إدلشتاين، المؤيد لنتنياهو، وأعضاء المعسكر السياسي المناوئ لهذا الأخير الذين اتهموه بالدفاع عن نتنياهو، خلافاً لروح منصبه الرسمي التي تحتم عليه النأي بالنفس عن الخلافات الحزبية والسياسية، وتمثيل جميع أحزاب الكنيست من دون استثناء. وجاء هذا الاتهام بعد أن منع إدلشتاين عقد أي جلسة في الكنيست متذرعاً بأزمة فيروس كورونا والأزمة السياسية الإسرائيلية، لكن المعسكر السياسي المناوئ لنتنياهو أكد أنه عطّل الكنيست، لأن المعسكر الذي يقوده رئيس الحكومة لا يملك أغلبية فيه. 

واستجابت المحكمة العليا الإسرائيلية لطلب التماس قُدم إليها من طرف "أزرق أبيض"، وأرغمت إدلشتاين على تفعيل الكنيست، إذ اضطر هذا الأخير إلى افتتاح جلسة للكنيست أول أمس (الثلاثاء) شهدت تشكيل عدة لجان برلمانية.