أزمة الكورونا فرصة لترميم علاقاتنا بالفلسطينيين
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

 

  • ليس هناك توقيت أكثر إشكالية من الآن من بروز فيروس الكورونا – في السياق الإسرائيلي- الفلسطيني. يتفشى الفيروس بينما علاقات إسرائيل بالسلطة الفلسطينية تعاني أزمة عميقة بسبب "صفقة القرن"، بينما في قطاع غزة التهدئة الهشة معلقة في أو هي من خيط العنكبوت. لكن كلما مر الوقت، يتضح أن العدو المشترك يمكن أن ينطوي أيضاً على فرصة.
  • قبل كل شيء، أثبت فيروس الكورونا الارتباط الوثيق بين إسرائيل والضفة الغربية وقطاع غزة في المجال الاقتصادي - المدني. يعتمد الفلسطينيون على إسرائيل من ناحية العمل والتنقل والمساعدة، واليد العاملة الفلسطينية ضرورية جداً لإسرائيل. ويزداد الخوف العميق في أوساط الطرفين من إغلاق الحدود إغلاقاً كاملاً، يمكن أن تكون له انعكاسات استراتيجية.
  • في الضفة الغربية، تتباهى السلطة بأنها نجحت في السيطرة على تفشّي الكورونا، لكن في موازاة ذلك، يشتد خوف السلطة والجمهور الفلسطيني من منع واسع النطاق ومستمر لدخول 120 ألف عامل للعمل في إسرائيل والمستوطنات - الأمر الذي سيقوض نسيج الحياة المدنية الذي يُعتبر الأساس الحقيقي للهدوء النسبي في الضفة الغربية. هذا الفهم المتجذر عميقاً في التفكير الإسرائيلي هو الذي منع حتى الآن فرض قيود واسعة على العلاقة المدنية-الاقتصادية بالضفة الغربية.
  • في قطاع غزة، الوضع أكثر تعقيداً. حتى الآن لم يظهر حاملون لمرض الكورونا في المنطقة، لكن مستوى خوف الجمهور الغزي مرتفع، في الأساس لأنه من الواضح له أن حكومة "حماس" لا تملك وسائل معالجة المرض إذا تفشى في المنطقة. لقد دلت دروس الماضي على وجود علاقة وثيقة بين الواقع المدني والواقع الأمني في المنطقة، وهذه المرة أيضاً من المحتمل أن تتحول ضائقة مدنية أو احتجاج ضد "حماس" إلى احتكاك بإسرائيل.
  • لكن تحدي الكورونا يمكن أن ينطوي على عدد من الفرص. أولاً، تركيز كل الأطراف على موضوع يمكن أن يساعد في تقليل خطر صدامات عنيفة في المدى القريب، وخصوصاً في غزة. المساعدة التي تقدمها إسرائيل إلى الفلسطينيين في مجال الكورونا يمكن أن تساعد في تخفيف معين للتوتر مع السلطة، وفي مواجهة القطاع وأن تشكل رافعة للحصول على تنازلات من "حماس"، مثلاً في كل ما يتعلق بالمحافظة على التهدئة الأمنية. يتعين على إسرائيل الاستعداد لزيادة دعمها المدني في الساحة الفلسطينية من أجل المحافظة على الاستقرار الأمني، لكن هذا الهدف سيكون أصعب من الماضي في ضوء التحدي الاقتصادي المتفاقم الذي تواجهه إسرائيل نفسها في هذه الأيام.