من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
- يتدحرج لهم في الشارع 15 مقعداً لا يريد أحد أن يمسّها. 12.5% من المقاعد في الكنيست ستبقى فارغة. صحيح أن أشخاصاً حقيقيين يجلسون عليها، نواباً انتُخبوا في انتخابات حرة، لكنهم يعانون جرّاء علّة جوهرية تمنعهم من المشاركة في السياسة الإسرائيلية. هم عرب. هم لا يشكلون فقط الطبقة (Caste) الأدنى في السلم الاجتماعي والاقتصادي في إسرائيل. إنهم الـuntouchable، [المنبوذون]، لأن كل من يتواصل معهم يدنس نفسه.
- ليس فقط اليمين على أنواعه يتجنب التسكع بالقرب منهم، أيضاً مَن يسمي نفسه يساراً، ولا نقصد حزب أزرق أبيض، كان حريصاً جداً على ألّا يعديه المرض العربي. المفارقة الأيديولوجية بالنسبة إلى اليسار هي أنه هو بالذات الذي كان من المفروض أن يتبنى جميع أبناء الأقليات في إسرائيل، سواء كانوا يهوداً أثيوبيين، مسيحيين أو مسلمين، لكنه رش على نفسه مواد مطهرة قاتلة ضد هؤلاء المؤذين. تخيلوا لو أن السبعة نواب البائسين الذين حصل عليهم تحالف العمل – غيشر - ميرتس انضم اليهم 15 نائباً عربياً، ونائبان من أصول أثيوبية، لكان اليسار فجأة صار كتلة حقيقية، ليس عددياً فقط، بل كتلة تستطيع أن تطرح برنامجاً أخلاقياً يستطيع أن يمجّد مصطلح اليسار، بل وربما أنه يقلّم فروع حزب أزرق أبيض الذي يستضيف ناخبين كثيرين كلاجئين ليس لهم حزب حقيقي.
- من المريح لليسار أن يبكي خسارته في الانتخابات وأن يشرح أن المجتمع، والثقافة الشرقية، والهمجية، والفظاظة وانعدام القيم في اليمين تسببوا بالكارثة. وأنه غير مذنب. وفي الوقت عينه يتبنى بفرح الخطاب الجديد الذي يتحدث عن انتصار "إسرائيل الثانية" على "إسرائيل الأولى"، لأنه بذلك يستطيع أن يضرب صدر اليمين الذي رعى هذا الخطاب، وحرض من خلاله الأطراف الجغرافية والاقتصادية. اليساريون يضربون كفّاً بكف حزناً على فشل محاولاتهم تجنيد "إسرائيل الثانية" إلى جانبهم، وينسون أنهم لم يفعلوا شيئاً كي يقدموا منافساً حقيقياً لخطة التقسيم لليمين.
- نظر اليسار بحيرة إلى خزانته وملابسه، ولم يعرف أي بدلة يختار. بدلة وطنية قومية صهيونية، أو بدلة يسارية أخلاقية. هو يتجاهل أن القومية سيطر عليها اليمين والوسط بنجاح، وأنه لم يعد في استطاعته منافستهما، لكنه أيضاً كره أن يكون يسارياً متماهياً مع كل ما ليس وطنياً، وأن يحمل لقب "حبيب العرب". اليسار الذي صرخ ضد مصطلح "دولة يهودية وديمقراطية"، مشيراً إلى التناقض الداخلي الذي ينطوي عليه بجزئيه، ساهم مساهمة مهمة في ترسيخ هذه الأيديولوجيا عندما حضن عمير بيرتس وشريكته، ورفض الشراكة المحتملة مع العرب.
لقد أوضحت نتائج الانتخابات بصورة قاطعة وبارزة أنه لم يعد لليسار ما يخسره. سياسياً، هو أخلى مكانه في الكنيست، حتى لو شغل ممثلوه عدداً من المقاعد في الكنيست يساوي عدد ضيوف عشاء عائلي صغير. لكن اليسار لا يزال في قيد الحياة ويستطيع أن يقف مجدداً على قدميه إذا قرر أن يكون يساراً حقيقياً. 15 نائباً عربياً ربما لا ينتظرونه مع سجاد أحمر، لكنهم سيكونون مستعدين لأن يبنوا معه شراكة، إذا تخلص من طبقات المكياج التي أمل بواسطتها بجمع ناخبين أكثر. يجب ألّا يخاف بعد الآن مما سيقولون عنه إذا اتـّحد مع العرب. كل شيء سبق أن قيل، وبفضل نتنياهو ومساعديه، تقترب شرعية اليسار الشعبية من شرعية العرب. إذا فُرضت على إسرائيل معركة انتخابية رابعة، يمكن أن يجد اليسار الإسرائيلي نفسه معزولاً كأنه مصاب بفيروس كورونا، حتى من قبل أزرق أبيض الذي سيسعى إلى أن يتطور إلى حزب يمين"عاقل"، من نوع ليكود - قديم. في إمكان اليسار أن ينسحب من ركضه وراء الإجماع، وأن يعود حزباً طليعياً. أن يعود إلى نفسه.