المواطنون العرب شاركوا في اللعبة السياسية، لكن إسرائيل لم تنضج بعد
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف
  • تبعث نتائج الانتخابات برسالة واضحة إلى الجمهور العربي: خطاب السلام، والمساواة، والشراكة والاندماج ربما يزيد الحافز للخروج والمشاركة في التصويت، لكنه لن يغير الواقع. الواقع هو أن دولة إسرائيل هي دولة يمين، وكل زيادة في تمثيل الجمهور العربي في الكنيست لن تزيد في فرص الاندماج والتأثير. على العكس، إنها تؤدي تحديداً إلى تطرف الجمهور الإسرائيلي وإلى إقصاء العرب.
  • الرسالة التي عبّرت عنها النتائج واضحة بالنسبة إلى العرب من مواطني إسرائيل: الدولة هي أولاً يهودية وبعد ذلك ديمقراطية، العرب سيستفيدون فقط من هوامش الديمقراطية. هذه الرسالة شعروا بها في مركز قيادة القائمة [العربية] المشتركة في شفاعمرو. مع نشر نتائج نماذج الاختبار، كان هناك مَن هتف عدة ثوان، لكن وجوه أعضاء القائمة عبّرت عن كل شيء، على الرغم من جهودهم لإبراز الإنجاز - غير المسبوق بكل معيار.
  • لم يسبق للأحزاب العربية أن وصلت إلى هذا العدد من المقاعد، سواء كان المقصود 14 مقعداً أو 15. القائمة المشتركة واثقة بأن إنجاز 15 مقعداً هو في متناول اليد، ومعنى ذلك دخول 4 نساء من القائمة المشتركة إلى الكنيست. المقعد الـ15 سيُدخل إلى الكنيست إيمان الخطيب من الحركة الإسلامية، وفي مبنى الكنيست، سيضطرون إلى التعود على الجلوس إلى جانب امرأة محجبة. وفي الواقع الإسرائيلي هذه سابقة وإنجاز بكل معنى الكلمة.
  • في انتخابات الكنيست الـ23، كان لدى القائمة المشتركة كل المكونات المطلوبة للنجاح: القائمة واصلت اندفاعة انتخابات أيلول/سبتمبر من دون عوائق، وحصلت على دعم في الأشهر الأخيرة، على خلفية التحركات العامة ضد العنف، وضد قانون كيمينتس الذي زاد العقوبات على مخالفات البناء. إلى هذه المعطيات الاستهلالية، انضمت جهود أغلبية رؤساء السلطات العربية لتشجيع التصويت، ومن أجل إقناع الناخبين.
  • لم يحلموا في القائمة المشتركة فعلاً بأجواء أكثر مثالية، لكن في نهاية يوم الانتخابات شعروا بالغضب والإحباط. مَن فشل هذه المرة ليس العرب - الذين سيستيقظون اليوم ليوم عمل آخر كمواطنين عرب - بل كل مَن قدم نفسه بديلاً. سواء أكان المقصود أزرق أبيض أو تحالف حزب العمل – غيشر - ميرتس اللذان يعتبران نفسيهما حزب اليسار الصهيوني. يتعين على الحزبين أن يقوما بنقد ذاتي، وربما المطلوب من مجمل المجتمع الإسرائيلي أن يفكر إلى أين تتجه الدولة. في نهاية الأمر، العرب يريدون الاندماج والمشاركة في اللعبة السياسية، لكن دولة إسرائيل لم تنضج لذلك، بل بالعكس.