يتعين على أعضاء الكنيست العرب تبنّي سياسة تعايش
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

  • يقف القطاع العربي في إسرائيل في هذه الأيام أمام مفترق طرق واختبار في النضج لم يعرف مثله منذ قيام الدولة. يفرض الوضع على القطاع العربي بكل طبقاته الخروج من الفقاعة الموجود في داخلها منذ نحو 72 عاماً، وأن يسأل نفسه: نحن الذين نعتبر أنفسنا مواطنين من الدرجة الثانية في هذه الدولة، ماذا يجب أن نفعل، وماذا فعلنا حتى اليوم لإنقاذ أنفسنا من موجة العنف والجريمة التي أصبحت جزءاً لا يتجزأ من حياتنا؟
  • كفى حججاً وتباكياً ونواحاً يومياً في مواجهة مؤسسة الشرطة. وبدلاً من لجنة لمتابعة النشاط التمييزي المزعوم للمؤسسة الإسرائيلية، يجب على القطاع العربي إقامة لجنة تفحص ما الذي يستطيع القطاع العربي أن يفعله من أجل نفسه. ويجب أن تكون أهداف هذه اللجنة  تشكيل حرس مدني في كل بلدة عربية، وحث الجمهور في القطاع العربي على التطوع، والتجند في الشرطة والتعاون معها.
  • الانعزالية والتذمّر والادعاءات لن تجلب الخلاص إلى القطاع العربي. الوضع فقط يمكن أن يتدهور، وهذا هو الوقت الذي يجب على كل عربي في إسرائيل أن يسأل نفسه: ما الأهم والأكثر إلحاحاً بالنسبة إليه - القضية الفلسطينية، قانون العودة، وضع اللاجئين في مخيمات اللاجئين في اليرموك ولبنان - أو الوضع في القرية والمدينة التي يعيشون فيها؟
  • بالإضافة إلى ذلك، العرب في إسرائيل الذين نجح جزء أساسي منهم في الاندماج في حياة الدولة، يجب أن يفكروا في مسار جديد، وفي الأساس أن يفهموا أن عليهم أن يحققوا بأنفسهم ما يطالبون به. الذي يريد أن يعيش كمواطن متساو في الحقوق يجب عليه أيضاً أن يقوم بالواجبات المطلوبة من كل مواطن.
  • هذه الرسالة يجب أن تصل أيضاً إلى أعضاء الكنيست من العرب الذين يتعين عليهم تبني سياسة تعايش، بدلاً من أن يتضامنوا مع الإرهاب الممارس ضد مستوطنات غلاف غزة. يجب عليهم أن يوضحوا لجمهور ناخبيهم أن المشكلات اليومية للقطاع العربي هي قريبة منهم. وأن الكنيست هو الجسر الأفضل لخلق تعايش، ويجب على ممثلي القطاع استغلال هذا الجسر لتقريب وتوثيق الصلة بين العرب في إسرائيل وبين الجمهور اليهودي، والتي سيخرج الجميع رابحاً منها.
  • مجموع المقاعد المحتملة للأحزاب العربية سيتجاوز 17 مقعداً. إذا شارك 70% فقط من الناخبين في التصويت، سيحصل القطاع العربي على تمثيل كبير وغير مسبوق في الكنيست القادم. ومعنى ذلك أنه يمكن أن تحدث مشاركة حقيقية وتاريخية للعرب في إسرائيل في تأليف الحكومة، وذلك بشرط أن تقوم القائمة المشتركة بانقلاب وتصبح براغماتية وأكثر ودية مع المحيط اليهودي. وضع سياسي كهذا يمكن أن يشكل قاعدة جيدة لمعاودة المفاوضات مع الفلسطينيين، بعد مرور وقت طويل على تجميدها. ليس لدي شك في أن العرب في إسرائيل يعرفون قوتهم الانتخابية اليوم وأهميتها، وأن هذا الأمر سيجري التعبير عنه في أرقام التصويت في المعركة الانتخابية المقبلة.