أيها الدروز، توقفوا عن التلويح بخدمتكم العسكرية
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

المؤلف
  • قرار رئيسة بلدية حيفا عينات كليش روتام، التوقف عن تسجيل تلامذة الكرمل الدروز في مدارس البلدية أثار انتقادات من كل الاتجاهات. لم يساعدها التذرع بأن التلامذة الآتين من الخارج يزيدون اكتظاظ الصفوف، وأن البلدية ملتزمة، قبل كل شيء، بالحرص على مصلحة سكان المدينة.
  • في البداية وقف ضدها رئيس البلدية السابق، يونا يهاب، الذي ادّعى أن القرار يجعله يشعر بالخجل. وبحسب كلامه، لا يمكن أن تغلق حيفا قلبها وبابها في وجه العائلات الدرزية التي ترغب في أن يتعلم أولادها في حيفا تحديداً. وشدد على أن السيدة كليش روتام تريد أن تدمر بالكامل الإرث الذي تركه خلال سنوات حكمه. أيضاً رئيس البلدية الذي سبقه عميرام ميتسناع وقف ضد القرار وطلب من كليش، ليس فقط التراجع عنه بل الاعتذار أيضاً.
  • عضو الكنيست يوآف كيش ادّعى أن العملية تضر بحلف الدم وبنسيج العلاقات بين الدروز وبين اليهود. وزير الخارجية يسرائيل كاتس قام بالانتقاد وتقدم خطوة إلى الأمام عندما قال: إذا لم تتراجع كاليش عن قرارها، يجب تنحيتها عن منصبها". ففي رأيه "لا يمكن لرئيسة بلدية متعنتة أن تؤذي بهذه الصورة الفاضحة نسيح الحياة المشتركة بين الأغلبية اليهودية وبين طائفة من الأقليات هي الأكثر وفاء لإسرائيل".
  • من المؤسف جداً أن أصواتاً كهذه لم تُسمع دفاعاً عن الأقليات الأُخرى من سكان المنطقة الذين سيُطرد أولادهم أيضاً من المؤسسات التعليمية في البلدية.
  • من الجانب الثاني، سُمعت أصوات دروز من سكان الكرمل. وبرز بصورة خاصة صوتان: الأول، هو عضو الكنيست السابق ورئيس منظمة "يد بيضاء" أمل نصر الدين، والثاني، سفير إسرائيل في بنما رضا منصور. الاثنان هاجما القرار، من خلال تذكير رئيسة البلدية بالخدمة العسكرية للطائفة الدرزية والمساهمة التي قدمتها إلى إسرائيل أيضاً قبل قيامها.
  • في رسالة موجهة إلى رئيسة البلدية روتام، شدّد نصر الدين على أن جزءاً من التلامذة هم أبناء عائلات ثكلى. ولم ينسَ أن يشير إلى أن منظمة "يد بيضاء" التي يترأسها تخلّد ذكرى 432 شهيداً درزياً، وأن كلية الإعداد العسكري المسبق في دالية الكرمل يتعلم فيها نحو 400 جندي للمستقبل.
  • في رد السفير الذي نشره على صفحته على الفايسبوك رجع 100 عام إلى الوراء عندما أشار إلى أن المدير الأول لمستشفى رحبعام كان من الطائفة الدرزية. وهو أيضاً ذكر المصير المشترك بين الدروز والشعب اليهودي والمساهمة العسكرية لأبناء الطائفة.
  • هذا الخطاب "الدرزي - الإسرائيلي" يجب أن يتغير. بدلاً من التشديد على أن الخدمة العسكرية تمنح حقوقاً معينة لأبناء الطائفة، يجب التشديد على واجب الدولة - في كل مدنها ومؤسساتها - تجاه جميع مواطنيها من كل الطوائف التي تعيش فيها. من يدّعي أن الخدمة العسكرية هي بمثابة حلف دماء مع الشعب اليهودي، أو هي تأدية واجب مفروض على كل مواطن، يجب ألّا يلوح به كأداة للحصول على مقابل معين. من دون ذلك، لا يوجد فارق بيننا وبين مرتزق يطالب بالحصول على مقابل لقاء خدمته العسكرية في دولة ليست دولته.
  • الخطاب الدرزي الذي يستند إلى الحصول على مقابل للخدمة العسكرية أو الذي يستند إلى العلاقة الدرزية - اليهودية، هو حديث بائس ومهين. مهين لأنه يحول الدروز إلى مرتزقة مقاتلة، وبائس لأنه يشكل إهانة لكل من يؤمن بأن الخدمة العسكرية هي واجب وليست خدمة يقدمها المواطن من أجل دولته.
  • يتعين على ممثلي الدروز تغيير الأسطوانة بأسرع ما يمكن. لقد ضجر الجمهور الإسرائيلي من حجج الدروز التي تستند إلى الخدمة العسكرية ومساهمتهم في أمن إسرائيل. الحقوق هي نتاج المواطنة وليست نتاج واجبات – مدنية أو عسكرية - من أجل الدولة.  وهي موجودة بحد ذاتها وبصورة مستقلة.