الخطر الوجودي الحقيقي
تاريخ المقال
المصدر
هآرتس
من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
- فشل تلامذة إسرائيل في اختبارات التقييم الدولية، المعروفة باسم PISA، هو إشارة تحذير لوزارة التعليم لا سابقة لها في خطورتها. العلامات التي هي دون المتوسط الدولي في اللغة، وفي الرياضيات والعلوم، وارتفاع معدل التلامذة الذين فشلوا في الاختبار، وفي الأساس الفجوات التي لا يمكن تصورها بين المجموعات المتعددة للسكان، تفرض تغييراً فورياً للسياسة. من دون تغيير من هذا النوع، فإن وزراء التعليم يقودون إسرائيل إلى كارثة اجتماعية - اقتصادية، في الوقت الذي لم يظهر رئيس الحكومة خلال العقد الأخير أي اهتمام في هذا المجال.
- اختبار PISA تجريه منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) مرة كل ثلاثة أعوام، ويُعتبر قياساً موثوقاً به، يقارن بين أجهزة التعليم في أنحاء العالم. تُظهر نتائج الاختبار هذه المرة أن معدل التلامذة الإسرائيليين الذين لن ينجحوا في الاندماج في المجتمع وفي العمل، بعد انتهاء تعليمهم، ارتفع إلى 22%، وهو أعلى معدل سُجّل في العقد الأخير. من المهم أيضاً أن نذكر أن نتائج الاختبار تُظهر صورة جزئية: بطلب من الحاخامين رفض التلامذة الحريديم المشاركة في الاختبار. الوضع فعلياً، إذن، أخطر بكثير.
- أظهرت نتائج الاختبار الذي أُجري في السنة الماضية تراجعاً حقيقياً في إنجازات التلامذة العرب. نتيجة ذلك، الفجوة بينهم وبين نتائج الشباب اليهود (الذين لم يكن هناك تغيّر واضح في نتائجهم) كبرت كثيراً. في الرياضيات والعلوم واللغة تظهر فجوة 3-4 سنوات على الأقل. إذا فصلنا نتائج التلامذة العرب عن عامة سكان إسرائيل - فإنهم يأتون في المراكز الأخيرة بين 79 دولة أجرت الاختبار، إلى جانب دول مثل كوسوفو، والسعودية، وأندونيسيا، والمغرب.
- للأسف الشديد، لاقت وزارة التعليم صعوبة في قبول نتائج الاختبار، وطلبت طلباً استثنائياً من منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بإعادة فحص موثوقية هذه النتائج. مع ذلك، أظهرت مراجعة داخلية عدم وجود عيوب. في الأمس جرى إعلان تشكيل طاقم مراجعة سيفحص برامج التعليم باللغة العربية، والطريقة التي يجري فيها استخدام ساعات التعليم، وموارد أُخرى. بعد سنوات عديدة جرى خلالها البحث بالتفصيل في الفجوات المعروفة والمنهجية بين التلامذة من القطاعين - في ساعات التعليم، والبنى التحتية التعليمية، وإعداد الأساتذة، وفي مساعدة التلامذة الذين يعانون ضعفاً وغيرها - فإن إقامة لجنة إضافية هو خداع وطريقة للتنصل من المسؤولية.
- السبيل الوحيد إلى تقليص الفجوات في الإنجازات، هو تقليص الفجوات الكبيرة في مخصصات وزارة التعليم للتلامذة العرب واليهود، فجوات تحولت إلى علامة تميز جهاز التعليم في إسرائيل. باختيارهم عدم استخدام خطة طوارىء لتقليصها، حكم مدراء وزارة التعليم على التلامذة بالجهل الذي سيجعل من الصعب عليهم الاندماج مستقبلاً في منظومات التعليم العالي والعمل. النتائج المتدنية ليست قدراً من السماء، بل نتيجة مباشرة لإهمال استمر سنوات عديدة. سياسة كهذه تعرّض مستقبل إسرائيل للخطر. ويجب ألّا تستمر يوماً واحداً إضافياً.