شارك أكثر من 5000 شخص مساء أمس (الثلاثاء) في تظاهرة داعمة لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الذي يواجه لوائح اتهام بشبهة ارتكاب مخالفات فساد وضد سلطات تطبيق القانون، أقيمت في ساحة متحف تل أبيب.
وحمل المشاركون في التظاهرة لافتات كُتب عليها "شرطة من دون قوانين"، و"نتنياهو الشعب معك"، و"لا للدكتاتورية القضائية"، و"شاي نيتسان [المدعي الإسرائيلي العام] للتحقيق".
وشاركت في التظاهرة وزيرة الثقافة والرياضة ميري ريغف وعضوا الكنيست ميكي زوهر وشلومو كرعي من الليكود.
وألقت ريغف كلمة قالت فيها إن سلطات تطبيق القانون وقعت ضحية مؤامرة اليسار والإعلام، ولذا خضع رئيس الحكومة لتحقيق مشوه وقذر وكاذب.
وجاءت هذه التظاهرة في وقت استمر الصراع داخل حزب الليكود على خلفية إعلان المستشار القانوني للحكومة أفيحاي مندلبليت نيته تقديم لوائح اتهام ضد نتنياهو بشبهات تلقي رشوة والاحتيال وخيانة الأمانة في 3 قضايا فساد معروفة بأسماء "الملف 1000" و"الملف 2000" والملف 4000".
وقال عضو الكنيست جدعون ساعر في سياق مقابلة أجرتها معه إذاعة "كان" [تابعة لهيئة البث الرسمية الجديدة] أمس، إنه لو كان محل رئيس الحكومة نتنياهو لكان استقال من منصبه ليس بسبب لوائح الاتهام المنسوبة إليه وإنما بسبب الطريق المسدودة التي آلت إليها عملية تأليف الحكومة وفشله في بلورة ائتلاف حكومي.
وحذر ساعر من مغبة انهيار الليكود في الانتخابات المقبلة إذا لم يتم إدخال تغيير في قيادته. وأعرب عن يقينه بقدرته على تأليف حكومة في الكنيست الحالي وجمع تواقيع 61 عضو كنيست، لكنه في الوقت عينه أوضح أنه لن يقوم بذلك من دون تفويض من جانب منتسبي حزب الليكود.
كما دعا رئيس بلدية رامات غان [وسط إسرائيل] كرمل شاما هكوهين رئيس الحكومة إلى الاستقالة وقال إنه سيدعم ترشح ساعر لرئاسة الليكود.
وأضاف شاما هكوهين وهو عضو كنيست سابق عن الليكود في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام أمس، أن نتنياهو لا يستطيع الاستمرار في أداء مهمات منصبه في ظل لوائح اتهام مقدمة ضده بشبهة ارتكاب مخالفات فساد. ورفض ادعاء رئيس الحكومة بأن الملفات المنسوبة إليه هي بمثابة محاولة لانقلاب سلطوي.
في المقابل شنّ وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس هجوماً حاداً على ساعر.
وقال كاتس في رسالة عممها على ناشطي الليكود أمس، إن ساعر اجتاز بتصريحاته ضد رئيس الحكومة نتنياهو الخطوط الحمراء للزمالة والشراكة السياسية، وأشار إلى أن هذه التصريحات تبدو كمحاولة للانشقاق عن الليكود. وأكد كاتس تأييده لنتنياهو وأنه سيعمل كل ما في وسعه لمنع إطاحته من زعامة الليكود.
من ناحية أُخرى عقد نتنياهو أمس اجتماعاً مع رئيس الكنيست يولي إدلشتاين ودعا الاثنان في ختامه إلى الوحدة داخل حزبهما الليكود.
وقال إدلشتاين لنتنياهو إنه يعتزم العمل من أجل تأليف حكومة وحدة وطنية تمنع انتخابات أُخرى في إسرائيل.