إطلاق الصواريخ من سورية هو جزء من معادلة ردع جديدة لطهران
تاريخ المقال
المصدر
هآرتس
من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
- ما وصفته شعبة الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي بشأن وجود معادلة ردع جديدة تجلى في أحداث صباح يوم الثلاثاء على الحدود السورية. اتخذت إيران قراراً بالرد بسرعة على الهجوم المنسوب إلى إسرائيل ضدها وضد التنظيمات التي لها علاقة بها في الشرق الأوسط. قرابة الساعة الخامسة فجراً أطلق أعضاء في الميليشيات الشيعية 4 صواريخ من الأراضي السورية في اتجاه الأراضي الإسرائيلية، في شمال هضبة الجولان، واعترضت منظومة القبة الحديدية بنجاح الصواريخ الأربعة، ولم يوقع القصف أضراراً أو إصابات.
- الهجوم الذي تعتقد إسرائيل أنه حدث بتوجيه إيراني، لا يختلف عن محاولات سابقة للميليشيات الشيعية إطلاق صواريخ من جنوب سورية في الجولان. لقد سُجلت حوادث مشابهة في أيار/مايو 2018، وفي كانون الثاني/ يناير هذه السنة، ومجدداً في أيلول /سبتمبر هذه السنة. في جميع هذه الحوادث لم تنفذ الصواريخ إلى الأراضي الإسرائيلية، وأغلبيتها اعترضتها القبة الحديدية. إطلاق الصواريخ الأخير في أيلول/سبتمبر اعتُبر رداً إيرانياً على هجوم جوي منسوب إلى إسرائيل ضد الميليشيات الشيعية في العراق، بالقرب من معبر البو كمال على الحدود مع سورية. وقع الهجوم في منتصف آب/أغسطس، بعد أيام من هجمات جوية وقعت أيضاً في سورية، بالقرب من الحدود مع إسرائيل، وفي الضاحية الجنوبية في لبنان، المربع الشيعي في بيروت.
- إنما في السنوات الأخيرة نُسبت هجمات كثيرة إلى إسرائيل ودرج الإيرانيون على الرد فقط في حالات معدودة. هذه المرة المقصود سياسة جارفة لطهران، الرد على كل عملية. ما هو تفسير القصف هذا الفجر؟ حتى الآن لم تتوضح الأمور تماماً. إسرائيل تلتزم الصمت وكذلك إيران أيضاً. في الأمس وزعت شركة الاستخبارات الإسرائيلية الخاصة "إيمجسيت" صوراً التقطتها أقمار صناعية تدل على بناء سريع لقاعدة إيرانية بالقرب من معبر البوكمال. وهناك تقارير في وسائل الإعلام العربية غير واضحة الموثوقية، تحدثت عن وقوع حادثة هذا الأسبوع أدت إلى إصابة قافلة تابعة للميليشيات الشيعية في صحراء شرق سورية، إلى الغرب من دير الزور.
- تجري هذه الأمور على خلفية حالة التأهب الكبيرة للجيش الإسرائيلي الذي ينقّل دائماً بطاريات القبة الحديدية بين جنوب البلد وشماله، توترات مستمرة في قطاع غزة - بعد جولة القتال مع الجهاد الإسلامي هناك في الأسبوع الماضي - عمليات مكثفة لسلاح الجو ومناورة مفاجئة أعلنتها في الأمس قيادة المنطقة الشمالية. في الوقت عينه تجد إسرائيل نفسها في ذروة أزمة سياسية قبيل انتهاء تفويض زعيم أزرق أبيض الذي يحاول إقامة ائتلاف. هذه مرحلة مخاطر تتداخل فيها الاعتبارات الأمنية مع الاعتبارات السياسية أكثر من الأيام العادية.